روبن هود تتوسع في عالم العملات الرقمية وتدرس إدراج البيتكوين ضمن ميزانيتها

تواصل شركة روبن هود ترسيخ حضورها في عالم العملات الرقمية بوتيرة متسارعة. ويرى محللو بيرنشتاين أن محرك الشركة في هذا القطاع يعمل بكفاءة عالية، ويقودها نحو مرحلة جديدة من النمو. فالشركة لم تعد تكتفي بخدمات التداول فقط، بل تتجه لبناء نموذج أعمال متكامل يعتمد على ترميز الأسهم والأصول الواقعية، ما يجعلها أقرب إلى المؤسسات المالية المستقبلية.
خطوة استراتيجية نحو الاحتفاظ بالبيتكوين
جاءت هذه التوقعات بعد تصريحات شيف فيرما، نائب الرئيس الأول للتمويل والاستراتيجية في روبن هود. فقد كشف أن الشركة تدرس إمكانية الاحتفاظ بعملة البيتكوين ضمن ميزانيتها العمومية. وأوضح فيرما أن هذه الخطوة تمثل تحولاً استراتيجياً كبيراً، لكنها تحتاج إلى دراسة دقيقة لأنها قد تستهلك جزءاً من رأس المال، رغم ما تحمله من رمزية قوية تعكس انخراط الشركة في عالم العملات المشفرة.
توازن بين المخاطر والفرص
وأضاف فيرما أن المساهمين لديهم بالفعل القدرة على شراء البيتكوين مباشرة من خلال تطبيق روبن هود. لذلك يجري النقاش داخل الشركة حول ما إذا كانت خطوة شراء الأصول الرقمية أفضل استخدام لمواردها أم لا. وأكد أن القرار لم يُحسم بعد، موضحاً أن النقاشات مستمرة وأن الشركة تسعى لتحقيق توازن بين المخاطر والفرص.
أداء مالي قوي ونمو متسارع
النتائج المالية الأخيرة أظهرت قفزة كبيرة في إيرادات روبن هود من منتجات العملات المشفرة. فقد ارتفعت بنسبة 300% لتصل إلى 268 مليون دولار، مما ساهم في رفع الإيرادات الإجمالية إلى 1.27 مليار دولار. كما تجاوز عدد المستخدمين النشطين 27 مليون مستخدم، في حين ارتفعت قيمة الأصول إلى أكثر من 300 مليار دولار، أي بزيادة تفوق 120% مقارنة بالعام الماضي. ويعكس هذا النمو الثقة المتزايدة في خدمات الشركة واتساع قاعدة عملائها.
آفاق التوسع العالمي
يرى محللو بيرنشتاين أن أداء الشركة في الربع الأخير يبرهن على قدرتها على إنشاء مصادر دخل جديدة تتجاوز 100 مليون دولار سنوياً. كما أكدوا أن روبن هود تدخل مرحلة توسع عالمي قد تجعل نصف إيراداتها المستقبلية من خارج الولايات المتحدة. وأشار الرئيس التنفيذي فلاديمير تينيف إلى أن الشركة تستهدف زيادة حصتها من العملاء المؤسسيين إلى جانب المستخدمين الأفراد. ومن المتوقع أن يسهم هذا التوجه في تعزيز مكانة الشركة عالمياً.
صعود أسواق التوقعات والترميز المالي
شهدت أسواق التوقعات التابعة لروبن هود نمواً لافتاً خلال الأشهر الأخيرة. فقد حققت إيرادات قدرها 25 مليون دولار في أكتوبر فقط، وأصبحت الشريك الرئيسي لمنصة كالشي بنسبة 57% من حجم تداولها الشهري. هذا النمو يعكس الطلب المتزايد على هذا النوع من الأسواق، ويؤكد نجاح روبن هود في تنويع مصادر الدخل.
طفرة في خزائن الأصول الرقمية
في الوقت نفسه، يشهد العالم طفرة في استراتيجيات الخزائن الرقمية لدى الشركات العامة. فقد ارتفع عدد الشركات التي تمتلك بيتكوين أو إيثريوم إلى أكثر من 200 شركة في عام 2025، بعد أن كانت أعدادها محدودة جداً في السابق. وتعد شركة Strategy (المعروفة سابقاً باسم MicroStrategy) من أبرز هذه الشركات، إذ تمتلك أكثر من 641 ألف عملة بيتكوين بقيمة تقترب من 65 مليار دولار. كما اتجهت شركات أخرى مثل Metaplanet اليابانية وBitMine Immersion وSharpLink Gaming نحو الاحتفاظ بالإيثريوم، مما يعكس توسعاً مؤسسياً واضحاً في مجال الأصول المشفرة.
مخاطر استراتيجية الاحتفاظ بالعملات المشفرة
على الرغم من هذا التوسع، حذر خبراء السوق من المخاطر المحتملة لهذه الممارسات. فالتقلبات الحادة في أسعار العملات المشفرة قد تؤدي إلى تراجع كبير في أسعار أسهم الشركات التي تحتفظ بها. لذلك، يجب على المؤسسات الموازنة بين الفوائد الاستثمارية والمخاطر السوقية، مع وضع خطط طوارئ للتعامل مع تقلبات الأسعار.
تغييرات إدارية واستراتيجية جديدة
اختتمت روبن هود مكالمة الأرباح بإعلان تعيين شيف فيرما مديراً مالياً جديداً خلفاً لجيسون وورنيك. وأكدت الشركة أن توسعها في أسواق التوقعات وترميز الأصول يمثل محوراً رئيسياً في خطتها للتحول إلى منصة مالية عالمية شاملة. ومن خلال هذا النهج، تسعى روبن هود إلى الجمع بين التداول والاستثمار والخدمات المؤسسية، لتصبح لاعباً رئيسياً في مستقبل التمويل الرقمي.



