استئناف سام بانكمان فريد: معركة قانونية جديدة لمؤسس FTX وسط جدل حول العفو الرئاسي

عاد اسم سام بانكمان فريد، مؤسس منصة التداول الرقمية المنهارة FTX، إلى الواجهة من جديد مع بدء جلسات الاستئناف أمام محكمة الاستئناف الأمريكية في الرابع من نوفمبر. يسعى فريقه القانوني لإلغاء الحكم الصادر بحقه بتهمة الاحتيال، والذي يقضي بسجنه لمدة 25 عامًا.
خلفية القضية
منذ انهيار منصة FTX في عام 2022، أصبح بانكمان فريد رمزًا لأكبر أزمة شهدها عالم العملات الرقمية. في عام 2023، أُدين بسبع تهم تتعلق بالاحتيال والتآمر بعد أن تبيّن أن أموال العملاء استُخدمت لتغطية خسائر شركة التحوط التابعة له، ألاميدا ريسيرش. وصف الادعاء القضية بأنها “احتيال بمستوى ملحمي”، بينما أكد الدفاع أن ما حدث كان نتيجة سوء إدارة لا أكثر.
حجج الدفاع في الاستئناف
يركز فريق الدفاع على أن القاضي رفض قبول أدلة تُظهر أن FTX كانت تمتلك أصولًا كافية لتغطية عمليات السحب وقت الانهيار. يرى الدفاع أن هذا القرار أثّر بشكل كبير على حكم هيئة المحلفين. كما يشير الفريق إلى أن بانكمان فريد لم يحظَ بمحاكمة عادلة منذ البداية، وأن الحملات الإعلامية الموجهة ضده شوّهت صورته وأثّرت على سير العدالة.
وثيقة جديدة تثير الجدل
قبل أيام من جلسة الاستئناف، نشر فريق بانكمان فريد عبر حسابه في منصة X تقريرًا من 15 صفحة بعنوان “FTX: أين ذهبت الأموال؟”. أوضح التقرير أن المنصة لم تكن مفلسة عند إعلان الإفلاس في عام 2022، بل كانت تمتلك مليارات الدولارات من الأصول، منها حصص في شركات مثل Robinhood وAnthropic وSpaceX. وادعى التقرير أن المستشارين القانونيين وشركة الإدارة الجديدة بقيادة جون راي الثالث استولوا على الشركة وتلاعبوا بإجراءات الإفلاس لتحقيق مكاسب شخصية. لذلك يرى بانكمان فريد أن إفلاس المنصة لم يكن حتميًا بل تم توجيهه بشكل متعمد.
موقف الادعاء وشهادات الشهود
في المقابل، يؤكد الادعاء أن الأدلة التي قُدمت خلال المحاكمة كانت واضحة ومباشرة. تشمل هذه الأدلة وثائق داخلية وشهادات من المقربين من بانكمان فريد، مثل كارولين إليسون وغاري وانغ، اللذين أكدا أنه وجّههما لاستخدام أموال العملاء لتغطية خسائر ألاميدا. يرى الادعاء أن هذه الشهادات وحدها كافية لإثبات تورطه المباشر.
احتمالات العفو الرئاسي
تشير تقارير إعلامية إلى أن والدي بانكمان فريد وأنصاره يمارسون ضغوطًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنحه عفوًا رئاسيًا. ويستندون في ذلك إلى سابقة العفو التي منحها ترامب مؤخرًا لمؤسس منصة بينانس تشانغبينغ تشاو. ومع ذلك، صرّح ترامب في مقابلة تلفزيونية بأنه لا يعرف تشاو شخصيًا، ما يجعل إمكانية العفو عن بانكمان فريد غير مؤكدة حتى الآن.
تداعيات انهيار FTX على السوق
أدى انهيار FTX إلى زلزال في سوق العملات الرقمية. فقد تراجعت مشاريع كبرى كانت مرتبطة بها مثل شبكة سولانا. ومع مرور الوقت، استعادت سولانا نشاطها تدريجيًا وأصبحت اليوم ضمن النقاشات الرسمية في الولايات المتحدة حول فكرة إنشاء احتياطي رقمي وطني. كما استعادت شبكات أخرى مثل Algorand وCardano وBNB Chain نشاطها بفضل استمرار المطورين في العمل. وتحوّلت هذه الشبكات من كونها مشاريع مضاربة إلى بنية تحتية مهمة لتطبيقات الويب 3 وتداول الأصول الرقمية. هذا التحول يعكس نضوجًا متزايدًا في سوق العملات الرقمية رغم الأزمات.
الخلاصة
يحاول سام بانكمان فريد عبر هذا الاستئناف إعادة صياغة روايته عن انهيار FTX وتبرئة نفسه من تهمة الاحتيال. إلا أن الأدلة والشهادات المقدمة تجعله في موقف صعب. وبينما ينتظر العالم نتيجة الاستئناف، تبقى قضية FTX مثالًا صارخًا على هشاشة الثقة في عالم العملات الرقمية عندما تغيب الشفافية والحوكمة. في النهاية، تحمل هذه القضية دروسًا مهمة لكل من المستثمرين والمشرعين حول ضرورة الرقابة والمسؤولية في هذا القطاع سريع التغير.



