إيثيريوم ترفع حد الغاز لأول مرة منذ 2021.. خطوة لتعزيز الأداء أم مخاطرة غير محسوبة؟
لأول مرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، قررت شبكة إيثيريوم زيادة حد الغاز إلى ما يقارب 32 مليون وحدة، مع توقعات بوصوله إلى 36 مليون وحدة قريبًا. وقد دعم هذا التعديل أكثر من 50% من المدققين، مما سمح بتنفيذه تلقائيًا دون الحاجة إلى تفرّع صلب (Hard Fork). يعكس هذا القرار توافقًا قويًا داخل المجتمع، خاصة مع تزايد الحاجة إلى تحسين كفاءة الشبكة.
لماذا اختارت إيثيريوم تعديل حد الغاز؟
في شبكة إيثيريوم، يُستخدم “الغاز” لتحديد مقدار الجهد الحسابي المطلوب لمعالجة المعاملات وتنفيذ العقود الذكية. ويحدد كل بلوك الحد الأقصى للغاز المستهلك، مما يعني أن أي زيادة في هذا الحد تساعد الشبكة على:
- زيادة عدد المعاملات التي يتم تنفيذها داخل كل كتلة، مما يعزز إنتاجية الشبكة.
- تقليل الازدحام وتحسين أوقات تأكيد المعاملات، وهو ما يسهم في تجربة استخدام أكثر سلاسة.
- تخفيض رسوم الغاز، مما يجعل تنفيذ العمليات أكثر كفاءة من الناحية الاقتصادية.
آخر تعديل على حد الغاز حدث في عام 2021، حين تم رفعه من 15 مليون إلى 30 مليون وحدة. ومع التحديث الجديد، تسعى الشبكة إلى تلبية الطلب المتزايد على المعاملات والعقود الذكية، خصوصًا في ظل توسع قطاع التمويل اللامركزي (DeFi) والتطبيقات المعتمدة على البلوكتشين.
ما تأثير رفع حد الغاز على إيثيريوم؟
الفوائد المحتملة
- تحسين أداء الشبكة، إذ يسمح ذلك بتنفيذ عدد أكبر من المعاملات في وقت أقل.
- تسهيل تشغيل التطبيقات اللامركزية (DeFi) والمنصات الذكية، مما يعزز من قدراتها.
- زيادة الطلب على ETH، إذ يساعد خفض رسوم الغاز في جذب مزيد من المستخدمين والمستثمرين.
- تقليل الاعتماد على حلول الطبقة الثانية (L2)، مثل Arbitrum وOptimism، إذ ستصبح الشبكة أكثر قدرة على استيعاب المعاملات.
التحديات والمخاطر
- زيادة الضغط على العقد الكاملة (Full Nodes)، حيث يؤدي رفع حد الغاز إلى زيادة كمية البيانات المطلوبة لمعالجة المعاملات، مما يتطلب أجهزة أقوى.
- ارتفاع استهلاك الموارد، إذ تتطلب الكتل الأكبر قدرة حوسبية أعلى، مما قد يزيد من تكاليف تشغيل العقد.
- تأثير محتمل على أمان الشبكة، حيث قد تُستغل هذه الزيادة من خلال عقود ذكية تحتاج إلى حسابات مكثفة، مما قد يشكل تهديدًا أمنيًا.
كيف يمكن أن يؤثر رفع حد الغاز على سعر ETH؟
رغم التحسينات الأخيرة، لا تزال إيثيريوم تواجه انخفاضًا في قيمتها مقارنة بالبيتكوين. خلال يناير 2025، تراجع سعر ETH إلى 0.03 BTC، وهو أدنى مستوى له منذ مارس 2021. جاء هذا التراجع في ظل الارتفاع القوي لسعر البيتكوين، خاصة مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مما جعل المستثمرين يفضلون البيتكوين على إيثيريوم.
مع ذلك، يرى بعض المحللين أن رفع حد الغاز، إلى جانب التحديثات القادمة مثل ترقية Pectra، قد يمنح ETH دفعة قوية. ومن المتوقع أن تساعد هذه الترقية في مضاعفة قدرة شبكات الطبقة الثانية (L2) عبر زيادة حجم البيانات المخزنة في كل كتلة (Blobs) من 3 إلى 6، مما سيحسن الأداء ويزيد من كفاءة المعاملات.
خاتمة
يعكس رفع حد الغاز على شبكة إيثيريوم خطوة إيجابية نحو تعزيز الأداء وتقليل التكاليف، لكنه يأتي مع تحديات تتعلق باللامركزية والأمان. ورغم الضغوط التي يواجهها سعر ETH مقارنة بالبيتكوين، قد تساعد التطورات التقنية المستمرة في دعم العملة مستقبلًا. ومع هذه التحديثات، يبقى السؤال: هل ستتمكن إيثيريوم من تحقيق التوازن بين الأداء العالي والحفاظ على أمان الشبكة ولامركزيتها.