ستراتيجي تشتري بيتكوين بـ 472 مليون دولار وترفع حيازتها إلى أكثر من 600 ألف بيتكوين
كشفت شركة “ستراتيجي” عن صفقة ضخمة جديدة عززت مكانتها كأكبر جهة مؤسسية حاملة للبيتكوين عالميًا. فقد أعلنت عن شراء 4,225 بيتكوين بقيمة 472.5 مليون دولار خلال أسبوع واحد فقط، من 7 إلى 13 يوليو، بمتوسط سعر بلغ 111,827 دولارًا للعملة الواحدة.
حصة ضخمة من المعروض العالمي
بعد هذه الصفقة، أصبحت الشركة تمتلك 601,550 بيتكوين. هذا الرقم يمثل 2.8% من إجمالي العرض العالمي المحدود الذي يبلغ 21 مليون عملة. وتُعد هذه الخطوة تأكيدًا على أن “ستراتيجي” تواصل توسعها المدروس، حتى في ظل اقتراب السعر من أعلى مستوياته التاريخية عند 123,000 دولار.
الصفقة لم تعتمد على أرباح سابقة، بل تم تمويلها من خلال بيع أسهم جديدة. حيث قامت الشركة بجمع التمويل عن طريق إصدار أسهم عادية من الفئة A تحت رمز MSTR، إلى جانب أسهم مفضلة دائمة من فئات STRK وSTRF وSTRD. وقد تراوحت العوائد بين 8% و10%.
هندسة مالية مدروسة
هذا النموذج المالي يتيح للشركة جمع رأس المال دون التأثير الفوري على ملكية المساهمين الحاليين. وتُعد هذه المقاربة شكلًا ذكيًا من إدارة رأس المال، مما يضمن تدفق التمويل نحو استثمارات البيتكوين.
تشير البيانات إلى أن الشركة لا تزال تمتلك صلاحية بيع أسهم بقيمة 17.78 مليار دولار من MSTR. علاوة على ذلك، لديها قدرة على جمع أكثر من 26.5 مليار دولار عبر برامج الأسهم الممتازة. وفي الأسبوع الماضي فقط، أطلقت إصدارًا جديدًا من فئة STRD بقيمة 4.2 مليار دولار.
منذ بداية هذا العام، تمكنت الشركة من تعزيز خزينتها بـ88,062 بيتكوين جديدة، بقيمة 10.9 مليار دولار. وقد سجلت عائدًا بلغ 20.2%، وهو ما يفوق بكثير العوائد التقليدية التي تحققها خزائن الشركات الأخرى.
تحديات مرتبطة باستدامة النمو
ورغم هذا النجاح، إلا أن هناك مخاطر كامنة. فاستراتيجية التمويل تعتمد بشكل أساسي على ثقة المستثمرين باستمرار صعود البيتكوين. كما تعتمد على قدرة الشركة في دفع توزيعات الأرباح للأسهم الممتازة.
في حال شهدت أسعار البيتكوين تراجعًا أو ثباتًا طويل الأمد، قد تصبح توزيعات الأرباح عبئًا ماليًا ثقيلًا. وتقوم خطة التمويل المعروفة باسم “42/42″، والتي توسعت لتبلغ 84 مليار دولار، على افتراض وجود طلب دائم على أسهم الشركة. لكن هذا الافتراض قد لا يصمد مع تقلب أسعار الفائدة والتغيرات الاقتصادية العالمية.
مع امتلاكها الآن لأكثر من 600 ألف بيتكوين، تعتمد تحركات “ستراتيجي” المقبلة على عاملين أساسيين: تحركات السعر، والقدرة على تأمين المزيد من التمويل. وقد أثبتت الشركة استعدادها للشراء حتى عند مستويات سعرية قياسية، ما يعكس ثقتها الكاملة في ندرة البيتكوين على المدى الطويل.
السؤال المحوري لم يعد: هل ستواصل “ستراتيجي” الشراء؟ بل: هل سيواصل السوق تمويلها؟ فرغم تجاوزها الشكوك حتى الآن، إلا أن كل مبلغ إضافي يتم جمعه يعمّق العلاقة بين أداء البيتكوين واستقرار الشركة المالي.
صناديق العملات الرقمية تجذب رؤوس الأموال
في جانب آخر، أظهرت صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) الخاصة بالعملات الرقمية أداءً قويًا. فقد سجلت تدفقات كبيرة من رؤوس الأموال الأمريكية، ما يعكس شهية متزايدة تجاه هذه الفئة من الأصول.
بيتكوين في الصدارة وإيثيريوم يتقدم
سجلت صناديق البيتكوين الفورية تدفقات بقيمة 2.72 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي. وقد ارتفعت هذه التدفقات من 769 مليون دولار فقط في الأسبوع السابق، ليصل المجموع إلى أكثر من 52 مليار دولار.
كما سجلت صناديق الإيثيريوم تدفقات بلغت 907 مليون دولار خلال نفس الفترة، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 5.3 مليار دولار. وحققت صناديق أخرى مثل Solana Staking وXXRP نموًا ملحوظًا.
تشير هذه الأرقام بوضوح إلى أن المستثمرين الأمريكيين يواصلون ضخ الأموال في قطاع العملات الرقمية. وهذا يعكس بيئة سوقية إيجابية، قد تسهم في دعم المزيد من الارتفاعات.
يتزامن هذا الزخم مع آمال كبيرة في أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام. ويُنتظر تقرير التضخم هذا الأسبوع، إذ أن انخفاض الأرقام عن التوقعات قد يعزز احتمالات خفض الفائدة في يوليو.
توقعات المحللين نحو سياسات تيسيرية
يرى محللو غولدمان ساكس ومورغان ستانلي أن هناك خفضين متوقعين في عام 2025، مع إمكانية مزيد من التخفيضات في 2026. ومن المعروف أن العملات الرقمية تميل إلى الأداء الجيد خلال فترات السياسات النقدية التيسيرية، وهو ما يفسر أيضًا ارتفاع الأسهم وانخفاض عوائد السندات مؤخرًا.
