هبوط عملة OM (مانترا) المدوي: ما هي التداعيات والأسباب؟

شهدت عملة OM، المرتبطة بمشروع مانترا (MANTRA)، انخفاضًا حادًا في قيمتها خلال الساعات القليلة الماضية، حيث تراجعت بنسبة تصل إلى 85%، وفقًا لتقارير تداول على منصة X. هذا الهبوط المفاجئ أثار قلق المستثمرين وأدى إلى موجة من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع الحاد.

الأسباب المحتملة لهبوط عملة OM

1. تغييرات في الفريق التنفيذي

أشارت تقارير إلى استقالة أعضاء رئيسيين من فريق “Kabal”، مما أدى إلى زعزعة ثقة المستثمرين. هذه التغييرات المفاجئة في القيادة ربما أثرت سلبًا على معنويات السوق وأثارت مخاوف بشأن استقرار المشروع.

2. استياء المجتمع من توزيع المكافآت

أعرب أعضاء المجتمع، المعروفين باسم “Omies”، عن استيائهم من توزيع المكافآت وشروط الاستحقاق. كما يُعتقد أن بعض المعاملات خارج البورصة (OTC) التي قام بها المطلعون قد زادت من ضغط البيع، مما ساهم في تراجع السعر.

3. مخاوف تتعلق بعدد وتوزيع عملة OM (Tokenomics)

ظهرت مزاعم بأن الفريق يحتفظ بما يصل إلى 90% من إجمالي المعروض من الرموز، مما أثار مخاوف من إمكانية التلاعب بالسوق وبيع كميات كبيرة من الرموز من قبل المطلعين. بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح زيادة في المعروض من الرموز، مما زاد من قلق المستثمرين بشأن التضخم المحتمل وتأثيره على قيمة العملة.

خلفية عملة OM ومشروع مانترا

فكرة المشروع والامتثال التنظيمي

يُروّج مشروع مانترا لنفسه كمبادرة تهدف إلى جلب الأصول الحقيقية إلى عالم البلوكتشين من خلال شبكة Layer 1 تركز على “الامتثال التنظيمي”، وهو مصطلح بات يُستخدم كثيرًا دون وضوح فعلي في كيفية التنفيذ. رغم الادعاء بأن المشروع يسعى لتمكين المؤسسات والمطورين من ترميز أصول مثل العقارات والفنون، إلا أن الشكوك تحيط بمدى واقعية هذا الطموح ومدى استعداد الأسواق التنظيمية لقبول هذا النوع من الأصول المرمّزة.

الميزات المزعومة لمشروع مانترا

• الامتثال التنظيمي: يدّعي المشروع أنه صُمم ليتماشى مع المتطلبات التنظيمية، لكن حتى الآن لا توجد معلومات دقيقة حول نوع الجهات التنظيمية التي تتعامل معها مانترا أو كيفية تطبيق هذه القواعد على أرض الواقع، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية هذا الادعاء.

الاستثمارات الكبرى في مانترا

رغم هذا الغموض، شهد مشروع مانترا اهتمامًا ودعمًا من عدة مستثمرين بارزين في قطاع التكنولوجيا المالية والاستثمار، مما يعكس الثقة المتزايدة في إمكانياته، أو على الأقل الرغبة في استكشاف احتمالاته. في مارس 2024، جمع مانترا 11 مليون دولار في جولة تمويل قادتها شركة “شروق بارتنرز” (Shorooq Partners) الإماراتية، بمشاركة مستثمرين آخرين مثل “ثري بوينت كابيتال” (Three Point Capital) و”فورت سيكيوريتيز” (Forte Securities) و”هيكس ترست” (Hex Trust) و”توكين باي كابيتال” (Token Bay Capital) و”مايبل بلوك كابيتال” (Mapleblock Capital). وفي أبريل 2025، أعلن عن صندوق بيئي بقيمة 108,888,888 دولار بدعم من جهات مثل “ليزر ديجيتال” و”بريفان هوارد ديجيتال” و”فالور كابيتال” و”داماك”.

خاتمة

في ظل هذا التراجع الكبير، يبدو أن مشروع مانترا يقف عند مفترق طرق: من جهة، توجد مؤشرات على دعم مالي واستثماري قوي، ومن جهة أخرى، تتصاعد شكوك السوق حول الشفافية والحوكمة واستدامة النمو. يبقى أن نرى ما إذا كان المشروع سيتمكن من استعادة ثقة مجتمعه ومواجهة التحديات التنظيمية والتشغيلية القادمة.