ترون تقترب من الإدراج في بورصة ناسداك بمساعدة عائلة ترامب

تتحضّر شبكة “ترون”، التي أسسها رجل الأعمال الشاب جاستن صن، لخطوة لافتة نحو الأسواق المالية الأميركية. يتم ذلك عبر اندماج عكسي مع شركة SRM Entertainment المدرجة في بورصة ناسداك، وهي خطوة تقودها شركة Dominari Securities، المعروفة بعلاقتها بعائلة ترامب. وتهدف العملية إلى تأسيس كيان جديد باسم “Tron Inc”، سيكون بمثابة الذراع الاستثمارية لحيازة عملة TRX.
نموذج استثماري جديد مستوحى من MicroStrategy
تعتزم ترون ضخ نحو 210 مليون دولار من عملتها الرقمية TRX في Tron Inc، وذلك لتبني نموذج استثماري يشبه ما اعتمدته شركة MicroStrategy، التي اشتهرت بتخزينها المكثف للبيتكوين كأصل استراتيجي. ويهدف هذا النموذج إلى تحويل الأصول الرقمية إلى ركيزة لتعزيز القيمة السوقية للشركة الجديدة.
علاقات سياسية تعزز الحضور
رافقت هذه الخطوة شائعات حول تعيين إريك ترامب، نجل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في موقع قيادي ضمن Tron Inc. ومع أن إريك نفى ذلك علنًا عبر منصة X، إلا أن المعطيات تشير إلى روابط وثيقة بين جاستن صن ودائرة ترامب المقربة. تجلى ذلك في مشاركة صن في مأدبة خاصة ضمت أبرز حاملي توكن TRUMP.
ومن الجدير بالذكر أن صن استثمر قرابة 75 مليون دولار في مشروع World Liberty Financial المدعوم من عائلة ترامب. وقد أطلق المشروع عملة مستقرة باسم USD1 تعمل على شبكة ترون.
ارتفاع في سعر TRX واستجابة السوق
أحدثت هذه التطورات ردود فعل مباشرة في الأسواق. فقد ارتفع سعر عملة TRX بنسبة تقارب 4% فور الإعلان، بينما سجلت أسهم SRM Entertainment قفزة تجاوزت 250% في تداولات ما قبل افتتاح السوق. وتعكس هذه الاستجابة حالة من التفاؤل، خصوصًا في ظل توجه العديد من شركات الكريبتو إلى الإدراج العام، مثل ما فعلته شركة Circle التي طُرحت في بورصة نيويورك وجمعت أكثر من مليار دولار.
ترون في قلب النظام المالي الرقمي
تُعد شبكة ترون حاليًا من أبرز المنصات الفاعلة في مجال العملات المستقرة. فهي تُدير أصولًا رقمية تصل قيمتها إلى 79 مليار دولار، كما تعالج تحويلات مالية يومية تفوق 20 مليار دولار. هذه الأرقام تتفوق حتى على بعض شبكات الدفع العالمية مثل Visa، وهو ما يُبرز الأهمية المتزايدة لترون في البنية المالية الرقمية الحديثة.
مؤشرات على تغيّر بيئة التنظيم
تأتي هذه التحركات في ظل تغيرات ملموسة على صعيد البيئة التنظيمية في الولايات المتحدة. ويُلاحظ تنامي الدعم السياسي لبعض مشاريع الكريبتو من داخل الإدارة الأميركية الحالية، وهو ما يُمهّد الطريق أمام شركات البلوكشين للتوسع في السوق الأميركية مع مخاوف أقل من العقبات القانونية السابقة.
خاتمة
ما تسعى إليه ترون ليس مجرد إدراج مالي تقليدي، بل خطوة استراتيجية تحمل أبعادًا أعمق. إنها محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين النظام المالي التقليدي وعالم الكريبتو، في وقت تتجه فيه أنظار المستثمرين والمؤسسات نحو حلول مالية أكثر مرونة ولامركزية. ومع تزايد تحالفات ترون السياسية والاقتصادية، يبدو أنها مرشحة لتكون من أبرز قوى التأثير في مستقبل الاقتصاد الرقمي.