هل تلاعبت Binance بسعر عملة JELLYJELLY لإغراق منصة Hyperliquid؟

في تطور دراماتيكي شهدته ساحة التداول اللامركزي، اندلعت أزمة حادة بين منصتي Binance وHyperliquid. وقد بدأت هذه الأزمة بسلسلة من الأحداث التي تضمنت تلاعبًا واضحًا في سعر عملة JELLYJELLY. هذه العملة التي تنتمي إلى فئة الميم أصبحت، فجأة، محور صراع مالي معقد. ويكشف هذا الصراع عن مدى هشاشة أنظمة السيولة في بعض المنصات، وسهولة استهدافها عبر عمليات هندسية مالية دقيقة.
الخطة: استنزاف السيولة عبر الشورت والسبوت
بدأت الأزمة حين قام حوت كبير بنشاط مريب، حيث فتح مركز بيع ضخم (شورت) على عملة JELLYJELLY داخل منصة Hyperliquid. وقد استند هذا المركز إلى فرضية تشير إلى أن سعر العملة سينهار في لحظة ما. ولو تحقق ذلك، كانت أرباح الحوت ستكون ضخمة، في مقابل خسائر فادحة لصندوق السيولة الداخلي المعروف باسم HLP. في الوقت نفسه، قام الحوت بدفع سعر العملة في السوق الفوري نحو الأعلى. هذا التصرف خلق تناقضًا مصطنعًا بين سوق العقود والمجريات الفعلية في السوق الفوري، مما زاد من حدة الأزمة.
تحرك مفاجئ من Binance يثير الجدل
في ظل هذه الفوضى، أعلنت منصة Binance عن إدراج عقود دائمة لعملة JELLYJELLY. جاء هذا القرار بشكل مفاجئ وفي توقيت حساس، مما أثار الكثير من علامات الاستفهام. العديد من المراقبين رأوا أن إدراج هذه العقود في هذا التوقيت ساهم في تفاقم موجة التلاعب. كما زاد ذلك من حجم المخاطر التي واجهتها Hyperliquid، وطرح تساؤلات جدية حول نوايا Binance.
Hyperliquid تتخذ قرارًا حاسمًا
لم تظل الخسائر ضمن التوقعات فقط، بل أصبح صندوق السيولة HLP معرضًا لخسارة مباشرة تُقدّر بثلاثة عشر مليون دولار. وكان السبب الرئيسي في ذلك هو استراتيجية البيع على المكشوف التي اتبعها الحوت. لمنع وقوع كارثة أكبر، لجأت Hyperliquid إلى خطوة جريئة تمثلت في شطب عملة JELLYJELLY من التداول تمامًا. وقد هدفت هذه الخطوة إلى إنقاذ السيولة المتبقية داخل الصندوق، والتي كانت مهددة بخسارة تصل إلى 230 مليون دولار إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
تفاصيل خطة التلاعب والمراكز الخطرة
كشفت التحقيقات لاحقًا أن الحوت كان يمتلك أكثر من 124 مليون وحدة من عملة JELLYJELLY، أي ما يعادل قرابة 4.85 مليون دولار. هذا الحجم الكبير من الحيازة مكّنه من التأثير القوي على حركة السوق. وقد قام بخلق ما يُعرف بالضغط العكسي (short squeeze)، مما زاد من هشاشة المنصة المستهدفة. ويُلاحظ هنا أن هذا السيناريو يُشبه إلى حد بعيد ما حدث عند انهيار منصة FTX، حيث استُخدمت مراكز معاكسة لتدمير النظام الداخلي للمنصة المنافسة.
نتائج الأزمة وانعكاساتها على Hyperliquid
رغم كل التحديات، نجحت Hyperliquid في امتصاص الصدمة. وتمكنت من تحويل خسارة محتملة قدرها 13 مليون دولار إلى ربح نهائي بلغ 700 ألف دولار. لكن، ورغم هذا الإنجاز الفني، لم يكن كافيًا لاستعادة ثقة المستخدمين. عبّر الكثير من المتداولين عن استيائهم من أسلوب تعامل المنصة مع الأزمة. فقد كانت إجراءات الشفافية والتواصل محدودة، مما أثار شكوكًا واسعة حول قدرتها على إدارة أزمات مشابهة في المستقبل.
تراجع عملة HYPE وخروج السيولة
في أعقاب هذه الأزمة، تراجعت عملة HYPE التابعة للمنصة بنسبة بلغت 15%. كما رُصد خروج سيولة ضخمة من المنصة، تُقدّر بحوالي 150 مليون دولار. هذا التراجع الحاد في القيمة والسيولة يعكس بوضوح مدى تأثير التلاعبات المنظمة في الأسواق اللامركزية. وتؤكد هذه الحالة أن تلك الأسواق ما زالت تفتقر إلى الضوابط التنظيمية اللازمة لحماية المنصات الناشئة.
دعوات للتنظيم وإعادة النظر في إدراج العملات
استنادًا إلى هذه المعطيات، تصاعدت الدعوات المطالبة بإعادة النظر في آليات إدراج العملات ضمن المنصات المركزية الكبرى مثل Binance. ويرى الكثيرون أن هذا النوع من الإدراجات، عندما يتم في توقيت خاطئ، قد يكون له تأثير مباشر وسلبي على المنصات الأصغر. فغياب التنسيق أو التعمد في التوقيت يمكن أن يُفسر كجزء من استراتيجية منظمة تهدف إلى تعطيل المنافسين باستخدام أدوات تبدو قانونية من الخارج، لكنها تحمل آثارًا كارثية على البنية المالية للمنظومة اللامركزية.
تساؤلات حول المستقبل ونمط الحروب المالية
في نهاية المطاف، يبقى السؤال مطروحًا: هل تمثل هذه الأزمة مجرد حادثة عابرة في سوق دائم التقلب؟ أم أنها تُشير إلى بداية نمط جديد من الحروب المالية بين المنصات؟ وإذا استمرت مثل هذه الهجمات غير المباشرة، فهل ستتدخل الجهات التنظيمية الدولية لحماية النظام البيئي للعملات الرقمية؟ حتى الآن، تبقى الإجابات غير واضحة. ولكن، من المؤكد أن حادثة Hyperliquid ستُذكر طويلًا كمثال صارخ على هشاشة السيولة، وخطورة مراكز الشورت غير المتوازنة، وغياب الرقابة الكافية على قرارات الإدراج في المنصات المركزية.