فضيحة تهز شرطة لوس أنجلوس: رجال أمن يعملون مع مجرم عملات رقمية

تورط عدد من ضباط شرطة مقاطعة لوس أنجلوس في مخطط إجرامي يقوده شاب في العشرينات من عمره يُدعى “العرّاب”. هذا الشاب استغل عالم العملات الرقمية كساحة لتصفية الحسابات واستعراض النفوذ بطرق غير مشروعة.
بداية القصة: من هو “العرّاب”؟
آدم إيزا، البالغ من العمر 24 عامًا، أنشأ شركة لتداول العملات الرقمية تُدعى Zort. لم تقتصر أعماله على التداول، بل تحولت – وفقًا للتحقيقات – إلى واجهة لغسل الأموال وتمويل عدد من ضباط الشرطة لتنفيذ مهام مخالفة للقانون.
منذ سبتمبر 2024، تم إيداع إيزا في السجن، بعد توجيه عدة تهم إليه، أبرزها التآمر لانتهاك الحقوق، والاحتيال الإلكتروني، والتهرب الضريبي. وفي يناير 2025، اعترف بجميع التهم الموجهة إليه.
كيف تورط رجال الأمن؟
استعان إيزا بعدد من نواب الشرطة، وعيّنهم كحراس أمن خاصين. لكن تجاوزاتهم لم تقتصر على الحماية، بل نفذوا مداهمات وهمية وتوقيفات غير قانونية، بل وصل الأمر إلى احتجاز ضحايا تحت تهديد السلاح، بقصد الابتزاز.
من بين أبرز المتورطين:
- ديفيد رودريغيز (43 عامًا): اعترف بتقديم معلومات كاذبة للقاضي عام 2022، للحصول على أمر تفتيش مزيف، بحجة التحقيق في جريمة سرقة. الهدف الحقيقي كان تتبع موقع أحد الضحايا ومشاركة تلك البيانات مع آخرين.
- كريستوفر كادمان (33 عامًا): عمل مباشرة مع إيزا، وشارك في عمليات ترهيب، من بينها مواجهة مسلحة داخل قصر في حي بيل إير، أُجبر خلالها أحد الضحايا على تحويل 25 ألف دولار. لاحقًا، ساعد في تنفيذ توقيف مروري وهمي للشخص نفسه، دون أي مبرر قانوني.
المال والضرائب في قلب المؤامرة
أظهرت التحقيقات أن كادمان تلقى أكثر من 40 ألف دولار نقدًا من إيزا، ولم يُدرج هذا الدخل ضمن إقراره الضريبي لعام 2021، مما جعله مدينًا بما يزيد عن 11 ألف دولار للضرائب الفيدرالية. وقد يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 13 عامًا.
أما رودريغيز، فقد أقر بارتكاب انتهاكات مشابهة لصالح عميل أمني خاص آخر، لا علاقة له بإيزا. ومن المقرر أن يُحكم عليه في 10 نوفمبر المقبل، وقد تصل العقوبة إلى 10 سنوات سجن.
ضابط ثالث ضمن الشبكة
التحقيقات شملت أيضًا النائب السابق إيريك سافيدرا (42 عامًا)، الذي أقر بالتهم المنسوبة إليه في فبراير الماضي. تشير الوثائق إلى أنه استخدم شركته الأمنية الخاصة للوصول إلى قواعد بيانات سرية والحصول على أوامر تفتيش مزيفة، استُخدمت لاحقًا ضد خصوم إيزا.
السلطة حين تتحول إلى أداة للابتزاز
الخطير في هذه القضية هو استغلال الضباط لمناصبهم الرسمية بهدف تصفية حسابات شخصية، أثناء أدائهم لمهام أمنية خاصة. ووفقًا لتوصيف المدعين الفيدراليين، فإن هؤلاء الضباط ارتدوا الزي الرسمي، لكنهم خانوا قسمهم.
في الوقت الحالي، يترقب كل من رودريغيز وسافيدرا الأحكام النهائية، في حين يُتوقع أن يمثل كادمان أمام المحكمة قريبًا. أما “العرّاب” آدم إيزا، فلا يزال محتجزًا على ذمة قضايا تتعلق بجرائم مالية تُقدّر بعشرات الملايين من الدولارات.
هذه الفضيحة لا تكشف فقط عن استغلال النفوذ، بل توضح كيف يمكن للتقنيات الحديثة مثل العملات الرقمية أن تتحول إلى أدوات للفساد، عندما تقع في الأيدي الخطأ وتختلط بالسلطة والمال.