ماهي الرابطة السورية للأصول الرقمية والبلوكتشين SADAB؟

في ظل التحول العالمي المتسارع نحو الرقمنة، تبرز الحاجة إلى كيان وطني قادر على مواكبة هذا التطور التكنولوجي، خاصة في بيئات تمر بتحديات اقتصادية وتنظيمية معقدة مثل سوريا. هنا تحديدًا تظهر الرابطة السورية للأصول الرقمية والبلوكتشين (SADAB) كلاعب رئيسي يسعى لبناء مستقبل رقمي آمن، مرن ومستدام للمجتمع السوري.
SADAB: بوابة سوريا نحو العالم الرقمي
تأسست الرابطة السورية للأصول الرقمية والبلوكتشين كمؤسسة غير ربحية تهدف إلى تمكين السوريين من دخول عالم الأصول الرقمية، البلوكشين، والاستثمار الذكي. وهي تمثل أول محاولة مؤسسية في سوريا لتقنين وتطوير هذا القطاع الناشئ، وتعزيز حضوره على المستويين المحلي والدولي. لا تقتصر مهمة SADAB على الجانب التقني، بل تشمل أيضًا التعليم، التشريع، الحماية، والدعم المؤسسي والابتكار.
أهداف استراتيجية لبناء اقتصاد رقمي مستدام
1. سد الفجوة المعرفية وتمكين المجتمع
في بيئة يغيب فيها المحتوى العربي الموثوق حول تقنيات البلوكشين والعملات الرقمية، تسعى SADAB إلى تقديم برامج تدريبية وورش عمل متخصصة لرفع مستوى الوعي الرقمي. تعمل الرابطة على تنظيم مؤتمرات وندوات دورية تتيح للمشاركين تعلم الأساسيات والتقنيات الحديثة، مما يسهم في بناء جيل قادر على التعامل بثقة وفعالية مع هذه الابتكارات.
2. حماية المستثمرين وتأمين بيئة تداول مسؤولة
واحدة من المهام الأساسية للرابطة هي تعزيز الأمان الرقمي وحماية المستثمرين السوريين من المشاريع الاحتيالية والممارسات غير القانونية. لتحقيق ذلك، تقدم SADAB خدمات استشارية وتحذيرات مبكرة حول المخاطر، إلى جانب إنشاء شبكة دعم قانوني وأدوات تحليل تساعد على اتخاذ قرارات استثمارية رشيدة.
3. صياغة الأطر التشريعية والتنظيمية
نظرًا لأهمية التنظيم القانوني في ضمان سلامة البيئة الرقمية، تعمل SADAB على تقديم اقتراحات قانونية مدروسة للجهات المعنية في سوريا، بهدف وضع تشريعات تحكم الأصول الرقمية وتحدد أطر استخدامها. تسعى الرابطة إلى لعب دور استشاري في تطوير السياسات الوطنية التي تحكم هذا القطاع.
4. دعم المشاريع الريادية والابتكار المحلي
تولي SADAB اهتمامًا خاصًا بالشركات الناشئة والمطورين السوريين، خاصة في مجالات Web3، البلوكشين، والتطبيقات اللامركزية. تقدم الرابطة دعمًا مباشرًا للمشاريع من خلال التوجيه، التشبيك، وربطهم بفرص التمويل العالمية مثل عروض العملات الأولية (ICOs)، مما يعزز بيئة الابتكار وريادة الأعمال داخل سوريا.
5. مد الجسور مع العالم وتوسيع الحضور الدولي
تعتمد SADAB في رؤيتها على ضرورة الاندماج مع الاقتصاد الرقمي العالمي، ولذلك تسعى لبناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات وشركات ومنصات دولية في مجال البلوكشين. يفتح هذا النهج الباب أمام تبادل المعرفة، تطبيق أفضل الممارسات، وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السورية.
6. تأهيل الأجيال القادمة وبناء المهارات المستقبلية
تفهم SADAB أن استدامة التحول الرقمي تبدأ من التعليم، لذلك أطلقت مبادرات تعليمية للفئات الشابة بهدف دمج مفاهيم البلوكشين والأصول الرقمية في المناهج الجامعية والتدريب المهني. تسعى الرابطة إلى تخريج كوادر مجهزة بالمهارات اللازمة للمساهمة في بناء الاقتصاد الرقمي.
لماذا SADAB مهمة للمستقبل السوري؟
في ظل العقوبات الاقتصادية وصعوبة الوصول إلى النظام المالي العالمي، تشكل العملات الرقمية والبلوكتشين بدائل عملية وفعالة. تقدم SADAB حلولًا محلية لهذه التحديات عبر تشجيع استخدام هذه التقنيات في قطاعات حيوية مثل التعليم، الصحة، والخدمات اللوجستية. كما تسهم في تسهيل التحويلات المالية وتعزيز الشفافية من خلال أنظمة العقود الذكية.
رؤية نحو سوريا الرقمية
بفضل جهودها الشاملة، أصبحت SADAB علامة فارقة في مسيرة التحول الرقمي في سوريا. إنها تمثل الأمل في بناء اقتصاد متطور يعتمد على التقنيات الحديثة، وتُعد نموذجًا على قدرة المجتمعات على التكيف والابتكار رغم الظروف الصعبة. ومع استمرارها في دعم الابتكار وتطوير الأطر التنظيمية والتعليمية، تمهد SADAB الطريق أمام سوريا لدخول العصر الرقمي من أوسع أبوابه.