طفرة عملات الميم: منصات تسهل الاحتيال وتكبد المستثمرين خسائر فادحة

شهدت سوق العملات الرقمية في الآونة الأخيرة انفجارًا في عدد عملات الميم الجديدة. يعود ذلك إلى التسهيلات التقنية التي جعلت من إطلاق هذه العملات أمرًا بسيطًا ومتاحًا للجميع. إذ بات بإمكان أي مستخدم، حتى دون خلفية تقنية، أن ينشئ عملة رقمية خاصة به خلال دقائق. يتم ذلك من خلال الاستفادة من منصات مثل Pump.fun وMoonshot، حيث توفر هذه المنصات واجهات سهلة وأدوات مدمجة لا تتطلب أي معرفة برمجية.

منصات متنافسة تدفع نحو مزيد من التبسيط

تزايدت حدة المنافسة بين المنصات في تسهيل عملية الإطلاق أكثر فأكثر. ففي حين تركز Pump.fun على توفير أدوات تداول للمضاربين المحترفين، تعتمد Moonshot على البساطة وسرعة الإنشاء. وصلت الأمور إلى حد أن Moonshot تتيح للمستخدمين إنشاء عملة ميم بثلاث خطوات فقط، مع إمكانية الدفع عبر Apple Pay. هذا التوجه ساهم في انتشار واسع لهذه العملات. ومع ذلك، فقد زادت صعوبة مراقبة ما يُنشر من مشاريع. تشير التقارير إلى أن بعض المنصات شهدت معدلات احتيال تجاوزت 98% من العملات المُطلقة عبرها.

احتيال ممنهج وخسائر فادحة للمستخدمين

على الرغم من أن هذه السهولة فتحت باب الابتكار، إلا أنها تحوّلت إلى ثغرة استغلها المحتالون لتنفيذ عمليات احتيال ممنهجة. يمكن لأي شخص اليوم أن يطلق عملة ميم بتكلفة لا تتجاوز بضعة دولارات. ثم يروّج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستهدفًا المستثمرين المبتدئين. بعد ذلك، يقوم بتصفية رصيده من العملة وسحب السيولة بشكل مفاجئ، في ما يُعرف بعملية “سحب البساط”. هذا السيناريو تكرر في آلاف الحالات، وأدى إلى خسائر بملايين الدولارات.

اقرأ ايضا:  ترون تقترب من الإدراج في بورصة ناسداك بمساعدة عائلة ترامب

استغلال نفسي واجتماعي: فخ الـ FOMO

لم تقتصر الخسائر على الجانب المالي فقط، بل شملت أيضًا البُعد النفسي والاجتماعي. يتم استغلال الحماس الجماعي، إلى جانب ظاهرة الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، لدفع المستخدمين إلى الشراء دون تدقيق أو تحقق. يعمد المحتالون إلى اختيار أسماء جذابة، أو رموز مرتبطة بشخصيات سياسية أو شعبية. وقد وصل الأمر إلى اختراق حسابات شخصيات معروفة للترويج لعملات احتيالية. في إحدى الحالات، خسر المستثمرون أكثر من مليون دولار خلال دقائق، بعد خدعة نُشرت من حساب مسروق.

محاولات تنظيمية وسط تصاعد المخاطر

تبذل بعض المنصات جهودًا لتعزيز الشفافية. من بين هذه الجهود تدقيق العقود الذكية، أو مشاركة رسوم التداول مع المطورين لتحفيزهم على الاستمرارية. ومع ذلك، تبقى ظاهرة الاحتيال قائمة. ولا تزال تُلحق الضرر بالآلاف من المستخدمين. أثبتت دراسات عديدة أن الغالبية الساحقة من هذه العملات تفقد قيمتها خلال أيام. ولا تحتفظ سوى بنسبة ضئيلة من السيولة، مما يجعل معظمها عديم الجدوى بعد وقت قصير من إطلاقها.

الوعي الاستثماري: خط الدفاع الأول

مع تزايد حجم الخسائر، بدأت الجهات التنظيمية بدق ناقوس الخطر. صدرت تحذيرات من مؤسسات مالية حول العالم بشأن طبيعة هذه العملات عالية المخاطر. كما تصاعدت الدعوات إلى فرض ضوابط على عمليات الإطلاق، ومنع الشخصيات العامة من استغلال نفوذها للتربح من هذه الظاهرة.

يرتبط مستقبل عملات الميم بمدى قدرة المنصات على ضبط نفسها ذاتيًا، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الاستثماري لدى المستخدمين. وبينما تقدم هذه العملات تجربة ترفيهية وفرصة للربح السريع، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر جسيمة. لهذا السبب، من الضروري التعامل معها بحذر شديد، خاصة في ظل ما نشهده من تصاعد في حجم الاحتيال وخسائر المستخدمين.

اقرأ ايضا:  Wingbits تبني مستقبل تتبع الرحلات في أجواء مزدحمة ومتطورة

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى