سامسون مو يكشف خدعة سوق الكريبتو.. هل تُقيَّم العملات البديلة بأكثر مما تستحق؟
طرح رجل الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة JAN3، سامسون مو، رؤية مثيرة للجدل. تحدّث فيها عن ما يُعرف بـ”انحياز الوحدة” (Unit Bias)، الذي يظهر في سوق العملات البديلة مثل إيثريوم (ETH)، ريبل (XRP)، وسولانا (SOL). يرى مو أن هذا الانحياز النفسي يدفع العديد من المستثمرين إلى الاعتقاد بأن العملات ذات السعر المنخفض للوحدة تُعد فرصة استثمارية أفضل مقارنة بالبيتكوين، وذلك فقط لأنها تبدو أرخص.
تضليل المستثمرين من خلال العرض الكبير
يرى مو أن العملات البديلة غالبًا ما تستغل هذا الانحياز. فهي تعتمد على عدد ضخم من الوحدات، قد يصل إلى المليارات، ما يجعل سعر الوحدة منخفضًا ويجذب المستثمرين المبتدئين بسهولة. ومع ذلك، يوضح مو أن هذا السعر الظاهري لا يعكس القيمة الحقيقية للعملة، خاصة عند مقارنتها بالبيتكوين الذي يمتلك عرضًا ثابتًا يبلغ 21 مليون وحدة فقط.
مقياس جديد لتقييم القيمة الحقيقية
لمعالجة هذه الإشكالية، ابتكر مو مقياسًا جديدًا يتيح إعادة تقييم العملات الرقمية. يعتمد هذا المقياس على تصور أن كل عملة بديلة تمتلك نفس عدد وحدات البيتكوين. ببساطة، يتم تقسيم القيمة السوقية لأي عملة على 21 مليون، مما يساعد على احتساب ما يُعرف بـ”الوحدة المكافئة”. على سبيل المثال، عند تطبيق هذا النموذج على الإيثريوم، نجد أن وحدة واحدة منه تُعادل نحو 9,200 دولار. أما بالنسبة إلى XRP فتبلغ وحدته 5,800 دولار، وسولانا تُقدّر وحدته بـ 3,400 دولار.
تشكيك في القيمة الفعلية للعملات البديلة
رغم أن الأرقام التي يطرحها هذا النموذج تبدو مرتفعة، فإن مو يشكك في صحتها. ويؤكد قائلًا: “لا يمكن أن تكون هذه العملات فعليًا بهذا القدر من القيمة”. كما يضيف أن هذه الفجوة في التقييم قد تُسهم في تعزيز الهيمنة السوقية للبيتكوين على حساب العملات الأخرى.
صعود هيمنة البيتكوين على السوق
دعمًا لهذا التوجه، أظهرت بيانات من منصة TradingView ارتفاعًا ملحوظًا في هيمنة البيتكوين. فقد زادت بنسبة 14.48% خلال العام الماضي، وبلغت 9.71% منذ بداية هذا العام، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 3.76% خلال الشهر الأخير. هذه المؤشرات تعكس ميل السوق المتزايد نحو اعتبار البيتكوين أصلًا رقميًا أكثر استقرارًا وموثوقية.
فروقات في نماذج العرض بين العملات
يتميز البيتكوين بوجود إمداد ثابت ومحدد. كما أن معدل الإمداد فيه ينخفض تدريجيًا من خلال آلية تُعرف باسم “الهالفينغ”، وهو ما يعزز من ندرته بمرور الوقت. في المقابل، تبنّت الإيثريوم نموذجًا تضخميًا سلبيًا بعد تطبيق تحديث EIP-1559، حيث يتم حرق جزء من رسوم المعاملات. أما XRP، فلديه عرض مسبق يبلغ 100 مليار وحدة، والنصف فقط قيد التداول. وبالنسبة لسولانا، فإنه يعتمد على نموذج تضخمي يتم تقليصه تدريجيًا مع الزمن.
وحدة “فيني” كمقياس موحد جديد
سعيًا لتبسيط فهم قيمة العملات الرقمية، اقترح مو إطلاق اسم “فيني” (Finney) على وحدة قياس تعادل واحدًا من أصل 21 مليون. وقد استوحى هذه التسمية من اسم المبرمج هال فيني، أحد أوائل المساهمين في مشروع البيتكوين. وفقًا لهذا المفهوم، فإن “فيني البيتكوين” يعادل اليوم 85,000 دولار، بينما “فيني الإيثريوم” يُقدّر بـ 9,200 دولار، و”فيني الذهب” يمكن أن يصل إلى مليون دولار.
دعوة لتقييم أكثر وعيًا للأصول الرقمية
من خلال هذه الأفكار، يهدف مو إلى توجيه المستثمرين نحو تقييمات أكثر واقعية. يدعوهم إلى التركيز على القيمة السوقية الحقيقية بدلًا من الانخداع بسعر الوحدة الظاهري. وبهذا، يحفّز المجتمع الاستثماري على التفكير بعمق فيما يشترونه، وعلى تبني أسلوب تحليلي واعٍ في التعامل مع الأصول الرقمية.
