إحدى أكبر قضايا الاحتيال في تاريخ العملات الرقمية في البرازيل

في خطوة حاسمة ضد الاحتيال في قطاع الأصول الرقمية، أصدرت محكمة برازيلية أحكاماً بالسجن وصلت إلى 171 سنة بحق ثلاثة من قادة شركة Braiscompany. وتُعد هذه الشركة متورطة في واحدة من أضخم عمليات النصب باستخدام العملات الرقمية في البلاد. فقد خدعت نحو 20 ألف مستثمر واستولت على ما يعادل 190 مليون دولار أمريكي، من خلال مخطط استثماري هرمي.

بدأت الشكوك تحيط بشركة Braiscompany منذ عام 2021. آنذاك، كانت تعد عملاءها بعوائد مرتفعة من خلال استثمارات مزعومة في بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى. ولكن، في عام 2023، كشفت تحقيقات الشرطة الفيدرالية أن الشركة كانت تدير نظاماً مالياً موازياً. هذا النظام اعتمد على تحويلات غير رسمية وعمليات بعمولات مرتفعة، وكانت تهدف في الأساس إلى تضليل المستثمرين.

الأحكام ودور المتهمين

تولى جويل فيريرا دي سوزا قيادة هذه الشبكة الاحتيالية، وقد اعتبرته المحكمة العقل المدبر للمخطط. لذلك، تلقى حكماً بالسجن لمدة 128 عاماً. إلى جانبه، أُدين كل من جيسانا راياني دا سيلفا وفيكتور أوغوستو فيرونيز دي سوزا. نال الأول 27 عاماً والثاني 15 عاماً، وذلك بسبب دورهما في إدارة الأموال والتوسط بين المستثمرين والشركة.

التهم القانونية والتلاعب المالي

الادعاء العام الفيدرالي أكد أن المتهمين شغّلوا مؤسسة مالية غير مرخصة. إضافة إلى ذلك، تورطوا في غسل الأموال باستخدام شركات وهمية ومحافظ عملات رقمية لا تخضع للتنظيم الرسمي. ووفقاً لحيثيات الحكم، أوضح القاضي أن المتهمين تعمدوا إخفاء المصدر غير المشروع للأموال. كما استخدموا ممارسات توحي بأنها استثمار شرعي، بهدف كسب ثقة الضحايا.

اقرأ ايضا:  بيتكوين 2025 يكشف عن "فنّ الحريّة" في لاس فيغاس — معرض بحجم متحف يستكشف القيمة، الملكية، وآفاق الرقمنة

مصير الأموال المنهوبة

صدر حكم بمصادرة مبلغ يعادل 36.5 مليون ريال برازيلي (أي حوالي 6.2 مليون دولار). ومع ذلك، يبقى من غير المؤكد ما إذا كان الضحايا سيتمكنون من استعادة أموالهم. وفي هذا السياق، صرّح المحامي أرتيميو بيكانسو، الذي يمثل عدداً من المتضررين، بأن على الضحايا التحرك سريعاً. يجب عليهم تقديم دعاوى مدنية قبل أن تُحوّل الأموال المصادرة إلى خزينة الدولة.

انعكاسات القضية على قطاع العملات الرقمية

تسلط هذه القضية الضوء على التحديات المتزايدة في قطاع العملات الرقمية داخل البرازيل. تُعد البلاد من أكثر الدول نشاطاً في هذا المجال في أمريكا اللاتينية. فعلى سبيل المثال، تمتلك البرازيل أكبر عدد من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة في المنطقة. كما تقدم بنوكها الكبرى منتجات استثمارية رقمية متنوعة. ومع ذلك، فإن هذه الحادثة كشفت عن الحاجة الملحة إلى تعزيز الرقابة والتنظيم، وذلك لحماية المستثمرين من الوقوع ضحية للاحتيال المنظم.

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى