أنور إبراهيم يبحث مع CZ مؤسس بينانس مستقبل البلوكشين في ماليزيا

تقف ماليزيا اليوم على أعتاب نهضة رقمية. إذ تبدي الحكومة الماليزية اهتمامًا متزايدًا بتنمية تقنيات البلوكشين والأصول الرقمية. ويُجسد هذا الالتزام لقاء جمع بين رئيس الوزراء، داتوك سيري أنور إبراهيم، وتشانبنغ تشاو (CZ)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بينانس، التي تُعد أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم.

لقاء استراتيجي مع شخصية بارزة في صناعة البلوكشين

عُقد هذا اللقاء في بوتراجايا، وفتح آفاقًا جديدة لمسار الاقتصاد الرقمي في البلاد. يُعتبر CZ، المولود في جيانغسو بالصين، من الشخصيات البارزة في هذا المجال. فقد حصل على شهادة في علوم الحاسوب من جامعة ماكغيل في كندا، ويتميز بخبرة واسعة في تطوير أنظمة التداول عالية الأداء ومحافظ العملات المشفرة. ومن الجدير بالذكر، أنه قبل تأسيسه لبينانس في عام 2017، شغل مناصب مهمة في مؤسسات كبرى، مثل بورصة طوكيو وبورصة بلومبرغ تريدبوك.

دعم حكومي لتحفيز النمو التكنولوجي

من جهته، أكد أنور أن الحكومة ترحب بالتعاون المستمر مع هيئات رئيسية، منها هيئة الأوراق المالية الماليزية (SC)، وبنك نيجارا ماليزيا (BNM)، ووزارة الاقتصاد الرقمي. ويُعتبر هذا التعاون ضروريًا من أجل صياغة سياسات تدعم النمو التكنولوجي بشكل مسؤول، دون التفريط في مبادئ الحوكمة والأمن. ولتحقيق ذلك، لا بد من خلق بيئة متوازنة تُعزز الابتكار وتحمي في الوقت نفسه مصالح المستخدمين.

توظيف البلوكشين في الرقمنة والتمويل

كما شدد أنور على الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها تقنية البلوكشين في تسريع رقمنة القطاعات الحكومية والخاصة. إضافة إلى ذلك، فإن استكشاف مفهوم “الرمزنة” للأدوات المالية يُسهم في تعزيز كفاءة النظام المالي الوطني، ويفتح آفاقًا واعدة للاستثمار وإدارة الأصول. ومن خلال هذا التوجه، يمكن للبلاد التوسع في نماذج اقتصادية جديدة تعتمد على البيانات والشفافية.

دور القيادة في دفع التحول الرقمي

وفي هذا السياق، أشار أنور إلى أهمية دور القيادة الحكومية في تشكيل معالم المشهد الرقمي الوطني. وأوضح أن التوجيه السليم والإرادة السياسية يمثلان عاملين حاسمين في تنفيذ الاستراتيجيات الرقمية. لذا، وبفضل خطوات مدروسة واستراتيجية شاملة، يمكن لماليزيا التقدم لتصبح من روّاد التحول الرقمي على مستوى العالم.

اهتمام عالمي ودور متنامٍ لماليزيا

من اللافت أيضًا أن زيارة CZ لماليزيا تُعد مؤشرًا قويًا على الاهتمام العالمي المتزايد بإمكانات الدولة في المجال الرقمي. وتُظهر هذه الزيارة أن ماليزيا باتت تُعتبر موقعًا تنافسيًا واعدًا في مشهد الاقتصاد الرقمي الإقليمي. علاوة على ذلك، فإن مشاركة جهات فاعلة كبرى في الصناعة، مثل بينانس، تعكس ثقة المستثمرين في قدرة البلاد على بناء منظومة تكنولوجية متينة ومستدامة.

مستقبل واعد لاقتصاد رقمي مستدام

ومن خلال اعتماد منهجية شاملة، مدعومة بسياسات تقدمية، تملك ماليزيا اليوم جميع المقومات الضرورية لاستغلال تقنية البلوكشين كمحرّك رئيسي لاقتصادها الرقمي في المستقبل. وبهذا، تُصبح البلاد مؤهلة لأن تتبوأ مكانة ريادية على الساحة التكنولوجية العالمية، لا سيما في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال الرقمنة والابتكار.