ترامب يرفع سعر عملة TRUMP بترويج مباشر وسط تحذيرات من تضارب المصالح

عملة TRUMP الرقمية، التي ترتبط باسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، دخلت بقوة إلى مشهد العملات الرقمية المثير للجدل. جاء ذلك بعد ضجة كبيرة أثارها ترويج مباشر من ترامب عبر منصته الاجتماعية Truth Social. في منشور مفاجئ صباح الأحد، وصف ترامب العملة بأنها “رائعة للغاية” و”الأعظم على الإطلاق”. وقد دفع هذا التصريح قيمتها السوقية إلى ارتفاع سريع بنسبة تجاوزت 20%، حيث لامست حاجز 13 دولارًا. ولكن، سرعان ما تراجعت مجددًا نتيجة تقلبات السوق المعتادة في مثل هذه الأصول.
أداء متقلب منذ الإطلاق
منذ انطلاق المشروع، سُوِّقت العملة على أنها وسيلة للتعبير عن دعم ترامب السياسي، وليست فرصة استثمارية تقليدية. ومع ذلك، فإن ارتباطها الوثيق بصورة الرئيس واسمه جعل من الصعب فصلها عن الأهداف الربحية والمضاربية. فقد ارتفعت قيمتها من أقل من 10 دولارات إلى ما يقارب 75 دولارًا خلال أيام قليلة. هذا الارتفاع أوصل قيمتها السوقية إلى نحو 15 مليار دولار. إلا أن العملة لم تصمد طويلًا، إذ انهارت لاحقًا بما يزيد عن 85%، وهو ما يعكس مدى هشاشة السعر واعتماده على الزخم الإعلامي.
هيكل التوكن وجدول الإفراج
تعتمد عملة TRUMP على شبكة Solana، وتملك معروضًا ثابتًا يبلغ مليار توكن. من هذا المعروض، طُرحت 200 مليون توكن للتداول العام، بينما تحتفظ شركتان تابعتان لمجموعة ترامب—وهما CIC Digital LLC وFight Fight Fight LLC—بـ800 مليون توكن. وتخضع هذه الحصة لجدول إفراج يمتد لثلاث سنوات. يبدأ الجدول بفترة تجميد تتراوح بين 3 إلى 12 شهرًا، ثم يبدأ فك تدريجي يومي خلال عامين. هذا النظام قد يؤدي إلى ضغوط مستقبلية على السعر مع دخول كميات جديدة إلى السوق بشكل مستمر.
النفوذ السياسي وتأثيره على السوق
تأثير ترامب السياسي لا يمكن تجاهله في هذا السياق. فقد أثبت منشور واحد منه على Truth Social قدرته على تحريك السوق، وإضافة ما يقارب 400 مليون دولار إلى القيمة السوقية للعملة في غضون ساعات. هذا التأثير السريع يبرز كيف يمكن للشخصيات العامة أن تلعب دورًا محوريًا في قرارات المستثمرين داخل أسواق العملات الرقمية. ومن الواضح أن النفوذ السياسي أصبح أداة فعالة لتوجيه توجهات السوق.
جدل قانوني ودستوري محتمل
في المقابل، لم تمر هذه التطورات دون إثارة جدل قانوني ودستوري. بعض الخبراء القانونيين أبدوا قلقهم بشأن تعارض هذا الترويج مع بنود المكافآت الدستورية (Emoluments Clauses). هذه البنود تمنع الرئيس من تلقي منافع مالية من كيانات داخلية أو حكومات أجنبية دون الحصول على موافقة من الكونغرس. وبما أن شراء التوكنات يمكن أن يتم بشكل مجهول، فقد يُفتح المجال أمام تأثيرات مالية غير مباشرة من جهات أجنبية على السياسة الأمريكية. وهذا النوع من المخاطر يعكس هشاشة التداخل بين السياسة والتمويل.
منافسة داخلية من توكنات أخرى
في ظل هذا المشهد، لم تكن المنافسة بعيدة عن عملة TRUMP. ففي 19 يناير، أُطلق توكن جديد يحمل اسم MELANIA، تيمنًا بزوجة الرئيس السابق. وقد تسبب هذا الإطلاق في هبوط حاد بنسبة 50% في سعر عملة TRUMP. وجاء هذا الانخفاض نتيجة لتقسيم السيولة والانتباه بين التوكنات السياسية المتنافسة، مما أضعف الزخم المحيط بالعملة الأصلية.
مستقبل غامض تحت تأثير السياسة والسوق
المستقبل لا يزال غامضًا بالنسبة لعملة TRUMP، وذلك بسبب تداخل عدة عوامل معقدة. من بين هذه العوامل، استمرار ترامب في الترويج للعملة، وضغوط السوق الناتجة عن الجدول الزمني لفك التجميد، وأيضًا المنافسة المتزايدة من مشاريع رقمية جديدة ذات طابع سياسي. ورغم أن تأثير ترامب لا يزال قويًا، فإن استدامة هذا التأثير في المدى البعيد تبقى موضع تساؤل. لذا، فإن مصير العملة مرهون بتطورات المشهد السياسي والمالي في آنٍ واحد.