تراجع الطلب المؤسسي يضغط على سوق البيتكوين مع ضعف المشاركة الفردية

يشهد سوق العملات الرقمية مرحلة دقيقة مع بداية شهر نوفمبر، حيث تراجع أداء البيتكوين بعد فترة من المكاسب، لتعود التساؤلات حول مستقبل العملة الأكثر شهرة في العالم الرقمي. ويبدو أن المشهد الحالي يعكس تغيرات واضحة في سلوك المستثمرين المؤسسيين والأفراد، ما يشير إلى حالة من الحذر والتردد في السوق.

تباطؤ الشراء المؤسسي وإشارات ضعف في الزخم

تشير البيانات الحديثة إلى أن صافي مشتريات المؤسسات من البيتكوين انخفض إلى ما دون حجم المعروض اليومي الناتج عن التعدين، وذلك للمرة الأولى منذ سبعة أشهر. هذه الظاهرة أثارت قلق المحللين، إذ تعد مؤشراً على ضعف الطلب مقارنة بالعرض.

يقول تشارلز إدواردز، رئيس شركة Capriole Investments، إن هذا المؤشر كان خلال الأشهر الماضية المحرك الأساسي للتفاؤل تجاه البيتكوين. إلا أن تراجعه حالياً يعكس خللاً مؤقتاً في السوق. وأوضح أن تراجع عمليات الشراء من الشركات وصناديق الاستثمار الكبرى بعد انهيار السوق في 10 أكتوبر أدى إلى تقليص القوة الشرائية الكلية للمؤسسات، وهو ما أثر بشكل مباشر على مستويات السيولة.

تحركات الحيتان تزيد من الضغط

لم يقتصر الضعف على المؤسسات فقط، بل امتد إلى كبار حاملي البيتكوين أيضاً. فقد أظهرت بيانات منصة Lookonchain أن بعض هؤلاء بدأوا بتحويل كميات ضخمة من البيتكوين إلى المنصات المركزية. وغالباً ما تسبق هذه التحركات موجات بيع واسعة. على سبيل المثال، نقل المستثمر المعروف باسم “BitcoinOG (1011short)” أكثر من 13 ألف بيتكوين بقيمة تقارب 1.5 مليار دولار إلى منصات مثل Kraken وBinance وCoinbase. كما قام مستثمر آخر يدعى “Owen Gunden” بتحويل ما يزيد على 3,200 بيتكوين إلى منصة Kraken، ما زاد من احتمالات البيع.

اقرأ ايضا:  انهيار مشروع Kadena بعد حل المؤسسة المؤسسة المطورة وترك الشبكة بيد المجتمع

تأثير العوامل الاقتصادية ومزاج السوق

رغم توقعات البعض بأن الأنباء الاقتصادية العالمية، مثل المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد تدعم الأسعار، إلا أن تأثير هذه الأحداث على السوق كان محدوداً. ويبدو أن السوق حالياً يتأثر بشكل أكبر بالعوامل الداخلية مثل حجم السيولة وسلوك المستثمرين. لذلك فإن أي تحسن في هذه المؤشرات الداخلية يمكن أن يغير المشهد بسرعة.

كما تظهر البيانات تراجعاً ملحوظاً في نشاط المستثمرين الأفراد الذين يشكلون عنصراً مهماً في دعم الطلب ودفع الأسعار نحو الأعلى. هذا التراجع المزدوج من المؤسسات والأفراد يجعل السوق أكثر عرضة للتقلبات القصيرة المدى ويؤكد أهمية متابعة المعطيات الفنية والاقتصادية.

المستويات الفنية والتوقعات القادمة

من الناحية الفنية، يواجه البيتكوين حالياً اختباراً لمستويات دعم مهمة بعد فشله في الحفاظ على مكاسبه الأخيرة. ويراقب المتداولون إشارات على إمكانية الاستقرار أو استمرار الهبوط خلال الأسابيع المقبلة. أما من حيث المزاج العام، فتسود حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين. ومع ذلك، فإن أي عودة للشراء المؤسسي قد تعيد الثقة تدريجياً إلى السوق.

خلاصة المشهد

يمكن القول إن سوق البيتكوين يمر بمرحلة اختبار حقيقية، تتسم بانخفاض الطلب المؤسسي وضعف المشاركة الفردية، إلى جانب غياب تأثير العوامل الاقتصادية الخارجية. ومع ذلك، فإن طبيعة هذا السوق المتقلبة تعني أن أي تغير طفيف في المعنويات أو دخول رؤوس أموال جديدة قد يعيد الزخم بسرعة.

اقرأ ايضا:  ريبل تخطط لإنشاء خزانة رقمية بقيمة مليار دولار لدعم استقرار عملة XRP

لهذا السبب، من الضروري مراقبة خمسة مؤشرات رئيسية خلال الفترة المقبلة: حجم الشراء المؤسسي، نشاط المستثمرين الأفراد، المستويات الفنية للأسعار، التطورات الاقتصادية العالمية، والمزاج العام في السوق. فهذه العناصر مجتمعة سترسم ملامح المرحلة التالية لمسار البيتكوين وتحدد اتجاهه على المدى القصير والمتوسط.

Abdulkader

مدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى