غسيل 499,000 ETH بعد اختراق منصة Bybit: تفاصيل العملية وتداعياتها
في واحدة من أسرع عمليات غسيل الأموال في تاريخ العملات الرقمية، تمكن قراصنة مجموعة لازاروس الكورية الشمالية من تصفية جميع الـ 499,000 ETH المسروقة من منصة Bybit، والتي بلغت قيمتها 1.4 مليار دولار، خلال 10 أيام فقط. وعلى عكس الهجمات الإلكترونية التقليدية، التي تبقى فيها الأموال المسروقة مجمدة لفترات طويلة قبل تحريكها، قام المخترقون على الفور بتوزيع الأصول عبر منصات التمويل اللامركزي (DeFi) وشبكات البلوكشين المختلفة، مما زاد من تعقيد تتبعها واستعادتها.
الأدوات المستخدمة في تصفية الأموال المسروقة
فضل القراصنة استخدام بروتوكولات لامركزية متقدمة بدلًا من خدمات المزج التقليدية مثل Tornado Cash. وكان أبرز هذه الأدوات بروتوكول THORChain، الذي يتيح تبادل الأصول بين شبكات البلوكشين دون الحاجة إلى وسطاء. ووفقًا لبيانات Bybit، فقد تم تحويل 361,255 ETH (بقيمة 900 مليون دولار) عبر THORChain، حيث جرى استبدالها بعملة بيتكوين (BTC).
إلى جانب ذلك، لجأ القراصنة إلى منصة eXch اللامركزية، حيث مرروا حوالي 79,655 ETH (6% من الأموال المسروقة) عبر خدمتها للمزج. وعلى الرغم من المطالبات المتكررة من Bybit، رفضت المنصة التعاون مع السلطات أو تجميد هذه الأموال، مما جعل استردادها أكثر تعقيدًا. أما المبلغ المتبقي، والذي بلغ 40,233 ETH (100 مليون دولار)، فقد تم تحويله عبر وكيل Web3 الخاص بمنصة OKX.
تأثير الاختراق على THORChain وسوق العملات الرقمية
تسبب النشاط غير المعتاد للقراصنة في زيادة كبيرة في حجم التداول على THORChain، حيث سجل البروتوكول 4.66 مليار دولار في المعاملات خلال الأسبوع المنتهي في 2 مارس، وفقًا لبيانات DefiLlama. كما تجاوزت قيمة التحويلات مليار دولار خلال يوم واحد فقط.
من ناحية أخرى، أوضحت تحليلات Nansen أن القراصنة اعتمدوا على سلسلة من المحافظ الوسيطة لنقل الأموال، مما جعل تتبعها أكثر صعوبة. إضافةً إلى ذلك، أظهرت بيانات EmberCN أن عملية الغسيل أثرت سلبًا على سعر الإيثريوم، حيث شهد انخفاضًا بنسبة 23%، متراجعًا من 2,780 دولارًا إلى 2,130 دولارًا.
استجابة Bybit وتحذيراتها لمنصات التداول
في ظل استمرار تدفق الأموال المسروقة عبر شبكات البلوكشين، حذّر الرئيس التنفيذي لـ Bybit، بن زو، منصات التداول ومكاتب التداول المباشر (OTC) وأسواق نظير إلى نظير (P2P) من خطورة هذه الأموال المشبوهة. وأكد أن 83% من الأموال المسروقة، والتي تقدر قيمتها بنحو مليار دولار، قد تم تحويلها بالفعل إلى بيتكوين.
ووفقًا لتصريحات زو، تم توزيع هذه الأموال على 6,954 محفظة، بمتوسط 1.71 BTC لكل محفظة، مما يجعل تعقبها وتجميدها أكثر تعقيدًا. كما أشار إلى أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، حيث يُحتمل أن تبدأ هذه الأموال في التدفق نحو منصات التداول، مما يستوجب مراقبتها عن كثب.
ورغم حجم الاختراق، اتخذت Bybit إجراءات استباقية للحد من الضرر. فقد خصصت 4.3 مليون دولار كمكافآت للأفراد والمنظمات التي ساعدت في تتبع الأموال المسروقة. وكان من بين هؤلاء Mantle وParaswap والمحقق ZachXBT.
تحديات مستقبلية لأمن العملات الرقمية
يُعد اختراق Bybit أحد أكبر الهجمات التي شهدها قطاع العملات الرقمية، حيث كشف عن مدى قدرة القراصنة على استغلال الأنظمة اللامركزية لغسيل الأموال بسرعة وكفاءة. ومع استمرار هذه العمليات، تتزايد المخاوف بشأن قدرة منصات التداول على مواجهة هذه الظاهرة. لذا، يصبح تبني تدابير أمنية أكثر صرامة أمرًا ضروريًا لضمان حماية النظام المالي الرقمي ومنع استغلال البروتوكولات اللامركزية في عمليات الاحتيال واسعة النطاق.
