تأثير بيانات التضخم على السوق في ضوء تقرير مؤشر أسعار المستهلك | منصة Bitget
في 12 سبتمبر 2024، أصدرت Bitget Research تقريرًا مفصلًا حول تداعيات بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لشهر أغسطس على الأسواق المالية العالمية. ووفقًا لتحليل رايان لي، كبير المحللين في Bitget Research، ارتفع المؤشر العام لأسعار المستهلك بنسبة 2.5% على أساس سنوي، وهو ما يمثل أدنى معدل تضخم مسجل لهذا العام، متماشياً بذلك مع توقعات الأسواق. غير أن مؤشر الأسعار الأساسي (Core CPI) – الذي يستثني العناصر الأكثر تقلبًا كالغذاء والطاقة – شهد ارتفاعًا بنسبة 0.3% على أساس شهري، متجاوزًا التوقعات. هذا الارتفاع يعكس استمرار الضغوط الناتجة عن تكاليف الإسكان وخدمات النقل.
أشار رايان لي إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يركز بشكل أكبر على التضخم الأساسي مقارنةً بمؤشر أسعار المستهلك العام، مما أدى إلى ارتفاع توقعات السوق بشأن قرار خفض سعر الفائدة المرتقب بمقدار 25 نقطة أساس إلى أكثر من 80%. في المقابل، تضاءلت التوقعات المتعلقة بتخفيض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما يعكس توجهًا نحو سياسة نقدية أكثر حذرًا. نتيجة لذلك، توقع المستثمرون أن يكون الخفض المقبل في أسعار الفائدة أقل مما كان متوقعًا سابقًا قبل صدور بيانات أغسطس، مما أدى إلى تقييد التفاؤل قصير الأجل في الأسواق المالية.
تحركات السندات والأسهم وسط تقلبات السوق
من جهة أخرى، أدى إصدار البيانات الاقتصادية إلى ارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي كانت قد سجلت أدنى مستوياتها السنوية. فقد ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل سنتين بأكثر من 5 نقاط أساس ليصل إلى 3.66%، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل عشر سنوات بـ 3.5 نقاط أساس ليصل إلى 3.68%. وفي المقابل، شهدت الأسهم الأمريكية انخفاضًا حادًا مع بداية التداول، حيث تراجع مؤشر داو جونز بأكثر من 700 نقطة في إحدى المراحل، مما يعكس مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي.
رغم هذا الانخفاض، لا تزال التوقعات تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بخفض كبير لأسعار الفائدة قبل نهاية العام، مما يعكس استمرار القلق من احتمالات حدوث ركود اقتصادي.
على الجانب الآخر، وعلى الرغم من هذه التطورات السلبية، ساهمت تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، جنسن هوانغ، خلال مؤتمر تقني استضافته Goldman Sachs، في رفع معنويات السوق. فقد أشار هوانغ إلى أن الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي كان هائلًا، مما أدى إلى انتعاش سريع في كل من سوق الأسهم الأمريكية وسوق العملات المشفرة. ومع ذلك، أوضح رايان لي أن هذه التحركات السعرية الفورية كانت مدفوعة في المقام الأول بمشاعر السوق، وأنه سيكون من الضروري مراقبة الأسبوع الذي يلي قرار خفض الفائدة لتقييم ما إذا كان هذا الانتعاش سيؤدي إلى تدفقات رأسمالية مستدامة على الأسواق.
بشكل عام، يعكس هذا التحليل مدى تأثير بيانات الاقتصاد الكلي على تحركات الأسواق المالية العالمية، كما يسلط الضوء على أهمية متابعة قرارات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية وتأثيراتها على السياسات النقدية والاستثمارية، وفقًا لما خلص إليه رايان لي، كبير المحللين في Bitget Research.