أبوظبي تضاعف استثماراتها في صناديق البيتكوين خلال 2025
شهدت أبوظبي خلال عام 2025 توسعًا لافتًا في استثماراتها المرتبطة بالأصول الرقمية، إذ رفع مجلس أبوظبي للاستثمار حصته في صندوق IBIT التابع لبلاك روك إلى ثلاثة أضعاف تقريبًا خلال الربع الثالث. وقد ساعدت الإفصاحات الرسمية الصادرة في 19 نوفمبر على توضيح هذا التحرك، حيث انتقلت الحصة من نحو 2.4 مليون سهم إلى 7.96 ملايين سهم بقيمة قاربت 518 مليون دولار. وجاء هذا التوسع الكبير ضمن خطة واضحة تهدف إلى تعزيز حضور الإمارة في قطاع الأصول المشفرة.
الارتفاع الكبير في ظل تقلبات السوق
ازداد حجم الاستثمار خلال فترة شهد فيها سعر البيتكوين ارتفاعًا قويًا حتى لامس حدود 126 ألف دولار. وبعد ذلك، تراجع السعر بنسبة تراوحت بين 20 و25% خلال أكتوبر ونوفمبر، ما أثّر على حركة السوق. ومع ذلك، حافظ المجلس على استراتيجيته طويلة الأمد ولم يتأثر بموجة السحب الضخمة التي طالت صناديق البيتكوين في الولايات المتحدة. ومن المهم الإشارة إلى أن البعض سحب ما قيمته 523 مليون دولار من IBIT في يوم واحد، بينما بقيت أبوظبي متمسكة برؤيتها الاستثمارية.
مبادلة والاستقرار على المدى الطويل
اتسق توجه مجلس أبوظبي للاستثمار مع سياسة مبادلة للاستثمار، التي حافظت على كامل حصتها البالغة 8.7 ملايين سهم من IBIT دون تغيير. ومع دمج حصص المؤسستين، يصل إجمالي الأسهم المحتفظ بها إلى ما بين 16.7 و16.96 مليون سهم، بقيمة تقارب 1.085 مليار دولار. ويعكس ذلك حرص المؤسسات السيادية على استقرار استثماراتها، خاصة في القطاعات التي تشهد نموًا عالميًا متسارعًا.
رؤية أبوظبي للبيتكوين كأصل يحافظ على القيمة
تؤمن أبوظبي بأن البيتكوين يشبه الذهب في دوره كأصل يحفظ القيمة ويعزز تنويع المحافظ الاستثمارية. وقد أوضح المتحدث باسم مجلس أبوظبي للاستثمار هذه الرؤية في تصريحات إعلامية، مؤكدًا أن البيتكوين أصبح جزءًا مهمًا من الاستراتيجية الاستثمارية طويلة الأمد. ومع استمرار التحول نحو اقتصاد رقمي أكثر تطورًا، يتوقع أن يلعب البيتكوين دورًا أكبر في المستقبل.
توسع مباشر في مشاريع تعدين البيتكوين
لم تقتصر جهود أبوظبي على الاستثمار في صناديق ETF. فقد امتدت إلى مشاريع التعدين داخل الدولة، ما يعكس رغبة واضحة في تعزيز حضور الإمارة في مختلف مراحل سلسلة القيمة الخاصة بالبيتكوين. وتشمل هذه المشاريع استثمارات مهمة مثل Citadel Mining، بالإضافة إلى الشراكات بين Marathon Digital وZero Two. وبفضل هذه المشاريع، ستتمكن الإمارة من إنتاج آلاف وحدات البيتكوين سنويًا، ما يشكل إضافة استراتيجية لمحفظتها الرقمية.
مكانة الإمارات في مشهد الاستثمار الرقمي العالمي
يساهم هذا الزخم الاستثماري في تعزيز مكانة الإمارات على المستوى العالمي. فقد أصبحت واحدة من أبرز الحكومات التي تستثمر في الأصول الرقمية عبر أدوات منظمة ومعترف بها. ومع مرور الوقت، تزداد قدرة الإمارات على اتخاذ قرارات استثمارية جريئة تتماشى مع التحولات الاقتصادية العالمية، وخاصة مع سعيها لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط.
توسع إضافي عبر شركة Al Warda Investments
أعلنت شركة Al Warda Investments عن توسع كبير في حصتها بصندوق IBIT خلال الفترة نفسها. وقد ارتفعت الحصة بنسبة وصلت إلى نحو 230%، لتبلغ قرابة 8 ملايين سهم بقيمة 517.6 مليون دولار. وجاء هذا التحرك قبل وصول البيتكوين إلى ذروته التاريخية الجديدة، ثم تراجعه اللاحق إلى ما دون 90 ألف دولار. ومع ذلك، استمرت الشركة في دعم استراتيجيتها الاستثمارية.
موجة اعتماد مؤسسي عالمي على البيتكوين
يأتي هذا التوجه في سياق موجة عالمية من الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين. فقد كشفت جامعة هارفارد عن استثمار بقيمة 443 مليون دولار في الصندوق نفسه، وهو مبلغ يعادل نحو خمس استثماراتها في الأسهم الأمريكية المدرجة. ويعكس ذلك ثقة متزايدة بين المؤسسات الكبرى بأن البيتكوين يمتلك مستقبلًا قويًا.
استراتيجية ثابتة رغم تقلبات السعر
رغم انخفاض سعر البيتكوين بنسبة تقارب 30% بعد بلوغه أعلى مستوى في أكتوبر، حافظت أبوظبي على التزامها باستراتيجيتها طويلة الأمد. ويشير هذا الثبات إلى أن التركيز ينصب على القيمة المستقبلية للبيتكوين وليس على تقلباته قصيرة المدى. ومع مرور الوقت، يتضح أن هذه الرؤية تحقق نتائج إيجابية.
الإمارات في مقدمة الاقتصاد الرقمي العالمي
تؤكد هذه التحركات المتتابعة أن الإمارات تبني حضورًا قويًا في عالم الأصول الرقمية. ومع تعزيزها لاستثماراتها في صناديق ETF ومشاريع التعدين، ترسخ الدولة موقعها بين الاقتصادات المتقدمة التي تعتمد على البيتكوين كعنصر رئيسي في خططها الاقتصادية المستقبلية.
