انهيار تاريخي في سوق العملات الرقمية بعد تهديد ترامب بفرض رسوم 100% على الصين

شهدت أسواق العملات الرقمية يومًا استثنائيًا من التقلبات العنيفة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 100٪ على الواردات الصينية. تسبب هذا الإعلان في موجة بيع ضخمة أدت إلى تصفية مراكز بقيمة تتجاوز 16 مليار دولار، وانهيار واسع في أسعار العملات الكبرى.

بداية الانهيار

بدأت الأحداث عندما نشر ترامب عبر منصة Truth Social منشورًا يهدد فيه بفرض رسوم جديدة على الصين. أشعل هذا المنشور حالة من الذعر في الأسواق العالمية، وانتقلت العدوى بسرعة إلى سوق العملات الرقمية. خلال ساعات قليلة، فقدت بيتكوين أكثر من 10٪ من قيمتها لتتراجع دون مستوى 110,000 دولار، ثم استعادت جزءًا من عافيتها لاحقًا. أما إيثريوم فقد انخفض إلى حدود 3,700 دولار، في حين شهدت عملات أخرى مثل سولانا ودوغ كوين انهيارًا تجاوز 30٪.

تصفيات قياسية وخسائر تاريخية

أظهرت بيانات منصة CoinGlass أن حجم التصفيات تجاوز 19 مليار دولار، منها أكثر من 16 مليار من المراكز الطويلة. تعد هذه الموجة الأكبر من نوعها منذ انهيار منصة FTX في عام 2022. كما تجاوزت تصفيات الأسواق خلال جائحة كورونا. وأوضحت CoinGlass أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى لأن بعض المنصات مثل باينانس تتأخر في تحديث بياناتها. هذه الأرقام الضخمة تؤكد أن السوق واجه ضغطًا غير مسبوق خلال ساعات قليلة.

العملات المستقرة تحت الضغط

لم تسلم العملات المستقرة من الاضطرابات. فقد شهدت العملة USDe التابعة لمنصة Ethena تراجعًا مؤقتًا إلى 0.9996 دولار، مما يعكس التوتر في الأسواق المشتقة. رغم ذلك، أكدت Ethena أن عمليات الإصدار والاسترداد استمرت بشكل طبيعي. كما أوضحت أن الضمانات ارتفعت مع تحقيق المراكز القصيرة أرباحًا عائمة، وهو ما ساهم في استقرار الوضع تدريجيًا.

اقرأ ايضا:  منصة MEXC تُعيّن الخبيرة المخضرمة في هذا المجال سيسيليا هسويه (Cecilia Hsueh) رئيسةً للاستراتيجية لقيادة المرحلة التالية من النمو

الأسباب وردود الفعل

تعود جذور هذه الاضطرابات إلى تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين. فقد أعلن ترامب أن الرسوم الجديدة ستُطبق بدءًا من الأول من نوفمبر، مع فرض قيود على تصدير البرامج الحيوية. دفعت هذه التصريحات المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر، فتراجعت الأسعار بشكل حاد. وأدى ذلك إلى موجة تصحيح قوية أثرت على جميع القطاعات.

المحلل بوب لوكاس وصف ما حدث بأنه انفجار مشابه لما شهدته الأسواق خلال جائحة كورونا. كما اعتبر المتداول Pentoshi أن ما جرى يعد ضمن أكبر ثلاث موجات تصحيح في تاريخ السوق. من جانبه، قال زهير ابتكار، مدير صندوق Split Capital، إن العملات البديلة تعرضت لإبادة شبه كاملة. وأضاف أن الأسعار عادت إلى مستويات لم تُسجل منذ أكثر من عام، ما يدل على حجم التأثير الكبير لهذه الأزمة.

تداعيات اقتصادية أوسع

تزامنت هذه التطورات مع الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتأخر صدور البيانات الاقتصادية الرسمية. أدى ذلك إلى زيادة حالة الغموض التي يعيشها المستثمرون. كما زادت التوترات التجارية من القلق العام، في وقت كانت الأسواق تأمل في تحسن العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم. نتيجة لذلك، تحركت الأسواق دون مؤشرات واضحة، مما جعل القرارات الاستثمارية أكثر تعقيدًا.

ورغم الخسائر الكبيرة، يرى بعض الخبراء أن ما حدث قد يشكل تصحيحًا ضروريًا للسوق. هذا التصحيح، بحسب آرائهم، جاء بعد موجات صعود مفرطة وارتفاع كبير في الرافعة المالية. وقد يفتح المجال أمام استقرار تدريجي في الأسابيع المقبلة إذا لم تتصاعد التوترات مجددًا. بذلك، يبقى المستقبل القريب مرهونًا بتطورات السياسة التجارية وردود فعل الأسواق العالمية.

اقرأ ايضا:  صفقة ضخمة بين ICE وPolymarket تمهد لدمج أسواق التنبؤ اللامركزية بالتمويل التقليدي

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى