انفراجة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع استئناف محادثات الرسوم قبل قمة 30 أكتوبر

شهدت العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تطوراً إيجابياً بعد استئناف محادثات رسمية بشأن رسوم ترامب الجمركية، وذلك قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين في 30 أكتوبر. ويأتي هذا التحرك في وقت تسعى فيه القوتان الاقتصاديتان الأكبر في العالم إلى تهدئة التوترات التي تصاعدت خلال الأشهر الماضية بسبب الرسوم المتبادلة والعقوبات التجارية.

استئناف الحوار التجاري في ماليزيا

وفقاً لتقرير بلومبرغ، انطلقت جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة الماليزية كوالالمبور بين نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفنغ ووزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في الساعات الأولى من السبت.
وتُعد هذه الجولة الخامسة من اللقاءات المباشرة بين الجانبين منذ أن أعاد الرئيس دونالد ترامب إشعال الحرب التجارية في وقت سابق هذا العام.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن المحادثات ركزت على “قضايا أساسية تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، بينما أكدت مصادر دبلوماسية أن الجلسات المغلقة قد تمتد حتى مساء الأحد.

لقاء مرتقب بين ترامب وشي جين بينغ

أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن القمة المرتقبة بين ترامب وشي جين بينغ ستُعقد في واشنطن نهاية الشهر، لتكون أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
ويرى محللون أن نجاح القمة قد يؤدي إلى تخفيف مؤقت في الرسوم الجمركية، خصوصاً على الصادرات الزراعية الأميركية، بعد أن كانت بكين قد جمّدت واردات فول الصويا من الولايات المتحدة في وقت سابق، ما أثر سلباً على المزارعين الأميركيين.

اقرأ ايضا:  مؤشر S&P Digital Market 50 الجديد يعزز دمج العملات الرقمية مع الأسواق التقليدية

أبرز محاور النقاش قبل قمة أكتوبر

تُشير تسريبات إلى أن المحادثات الحالية تمهد لجولة أوسع خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقررة في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل.
وأكد ترامب، قبيل مغادرته واشنطن لجولته الآسيوية، أن التجارة الزراعية والأمن الإقليمي هما محور اللقاء مع الرئيس الصيني، مضيفاً: “لدينا الكثير لنتحدث عنه، وأعتقد أن اللقاء سيكون جيداً للغاية.”

ومن المتوقع أن يتركز الحوار حول خفض معدل رسوم ترامب الجمركية البالغ حالياً نحو 157%، إلى جانب مناقشة قيود التكنولوجيا وصادرات المعادن النادرة التي شددتها الصين مؤخراً، مما زاد من حدة التوتر التجاري بين البلدين.

انعكاسات على الأسواق العالمية والعملات الرقمية

بدأت اللهجة التصالحية بين واشنطن وبكين تؤثر على الأسواق العالمية، إذ أظهرت التقارير أن ما يُعرف بـ “الحوت الداخلي لترامب” بدأ بإغلاق مراكز البيع على المكشوف في بيتكوين، في إشارة إلى عودة التفاؤل بشأن استقرار الأصول عالية المخاطر.
كما سجلت العملات المشفرة والمؤشرات الأميركية ارتفاعات طفيفة، مدفوعة بتوقعات بأن التوصل إلى إطار تجاري جديد قد يخفف من التوتر الجيوسياسي ويعيد الثقة للأسواق.

زر الذهاب إلى الأعلى