الإيثريوم أمام اختبار جديد مع تضخم طوابير الخروج وتزايد الثقة المؤسسية
شهدت شبكة الإيثريوم خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعًا غير مسبوق في طوابير الخروج الخاصة بالمصادقين. فقد تجاوزت كمية الإيثريوم المنتظرة للسحب 2.6 مليون ETH بقيمة تقترب من 12 مليار دولار. هذا الرقم القياسي رفع فترة الانتظار أمام الراغبين في سحب أموالهم إلى نحو 44 يومًا. الأمر أثار تساؤلات حول احتمالية تعرض السوق لضغوط بيع بعد المكاسب الكبيرة التي حققها سعر الإيثريوم خلال العام الماضي والتي بلغت 97%.
أسباب تضخم طوابير الخروج
الارتفاع المفاجئ في حجم طلبات الخروج جاء بعد قرار أحد مزوّدي البنية التحتية الكبار بإنهاء جميع المصادقين لديه كإجراء احترازي. القرار اتُخذ على خلفية حوادث أمنية عالمية مثل هجوم NPM Supply Chain واختراق SwissBorg. هذا التطور أضاف حوالي 1.6 مليون ETH دفعة واحدة إلى طابور الخروج. إلى جانب ذلك، ساهمت عمليات إعادة التوازن التي تقوم بها المؤسسات المالية، إضافة إلى جني الأرباح من بعض المستثمرين، في زيادة حجم الطوابير.
عودة الثقة عبر طوابير الدخول
مع ذلك، شهدت طوابير الدخول تحوّلًا مهمًا في سبتمبر 2025. فقد تجاوزت لأول مرة منذ أسابيع طوابير الخروج. إذ بلغ حجم الإيداعات الجديدة نحو 933 ألف ETH بما يعادل 4 مليارات دولار. في المقابل، سجلت طوابير السحب نحو 791 ألف ETH فقط. هذه البيانات تعكس عودة الثقة من جانب المؤسسات والمستثمرين الكبار. كما تعكس التوسع في استخدام المنتجات المالية المبنية على الإيثريوم مثل صناديق المؤشرات المتداولة والعقود الآجلة.
دور التدفقات المؤسسية
التدفقات المؤسسية لعبت دورًا أساسيًا في امتصاص الضغوط. فقد ارتفعت الاستثمارات في صناديق الإيثريوم والعقود الآجلة بنسبة 116% منذ يوليو. بذلك وصلت الحيازات إلى أكثر من 11.7 مليون ETH. هذا الاتجاه يظهر زيادة الاعتماد على الإيثريوم كأصل استراتيجي. كما يقلل من احتمالات حدوث موجات بيع مفاجئة.
التوقعات المستقبلية
أما على صعيد التوقعات، فيترقب المحللون قرارات الجهات التنظيمية بشأن الموافقة على صناديق ETFs مخصّصة لرهن الإيثريوم. ومن المتوقع أن تُحسم هذه القرارات بحلول أكتوبر 2025. خطوة كهذه قد تدعم السوق بشكل كبير. كذلك قد تعيد جزءًا من السيولة الخارجة إلى داخل منظومة الإيثريوم.
الخلاصة
في المحصلة، ورغم المخاوف التي أثارتها طوابير الخروج القياسية، إلا أن المؤشرات الحالية تبعث على الاطمئنان. ارتفاع طوابير الدخول وتزايد التدفقات المؤسسية يوحيان بأن السوق ما زال متماسكًا. ويبدو أن الإيثريوم يواصل تعزيز مكانته كأصل رقمي أساسي يحظى بثقة المستثمرين على المدى الطويل.
