تدفقات مؤسسية خفية: لماذا لا تكشف مؤشرات البلوكتشين الحجم الحقيقي لشراء البيتكوين؟

في الوقت الذي يسجل فيه البيتكوين أعلى إغلاق شهري له على الإطلاق، متجاوزًا 104 آلاف دولار، يتجدد النقاش حول مدى دقة مؤشرات السلسلة (On-Chain Metrics) في تصوير الواقع الفعلي للسوق. ورغم تدفقات ضخمة تجاوزت 4 مليارات دولار إلى صناديق ETF البيتكوين الفورية خلال شهر يونيو 2025، تشير البيانات على السلسلة إلى ضعف في حركة الشراء. هذا التباين يدفع المراقبين إلى طرح سؤال محوري: هل ما نشاهده على البلوكتشين يعكس بالفعل ما يحدث خلف الكواليس؟

مؤشرات السلسلة لا ترى ما يجري خارجها

بحسب تقرير نشره موقع Decrypt، يتم جزء كبير من مشتريات المؤسسات عبر قنوات لا تظهر في سجلات البلوكتشين. وتلجأ الشركات الكبرى إلى استخدام مكاتب تداول خارج المنصات (OTC) لإبرام صفقات ضخمة دون التأثير على الأسعار أو إثارة الانتباه. كما تُسوى هذه العمليات غالبًا في محافظ باردة لا تُستخدم بشكل نشط، مما يُصعب على المحللين تتبعها من خلال البيانات العامة.

يشير أسلان تاشتانوف، وهو مهندس بلوكتشين، إلى أن المؤسسات تعتمد في الغالب على قنوات مركزية أو خاصة، مما يُفقد مؤشرات السلسلة أدواتها الفعالة في رصد التحركات الكبيرة. وتؤكد كونغ كوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة GAIB، هذه الرؤية بقولها إن غياب الإشارات على السلسلة لا يعني غياب الطلب المؤسسي، بل قد يدل على استراتيجيات شراء أكثر سرية وتعقيدًا.

المؤسسات الكبرى المالكة للبيتكوين

حتى منتصف عام 2025، برزت عدة شركات مدرجة كأكبر حاملي البيتكوين، حيث أعلنت بشكل رسمي عن كميات ضخمة في خزائنها:

  • MicroStrategy: تمتلك 597,325 بيتكوين.
  • Tesla: تحتفظ بـ 11,509 بيتكوين.
  • Coinbase: تملك 9,267 بيتكوين.
  • Block (سكوير سابقًا): تمتلك 8,584 بيتكوين.
اقرأ ايضا:  حيتان سولانا تحرك أكثر من مليار دولار وسط تصاعد توقعات اعتماد ETF في أمريكا

تتصدر MicroStrategy هذه القائمة بفضل استراتيجية شراء مستمرة منذ عام 2020، بقيادة مايكل سايلور. في المقابل، احتفظت Tesla بجزء من ممتلكاتها رغم بيع نسبة منها في عام 2022. وتستخدم Block البيتكوين كجزء من استراتيجيتها المالية، بينما أدرجت Coinbase العملة في ميزانيتها التشغيلية.

بين الشراء على السلسلة وخارجها

يُمكن التمييز بين نوعين من الشراء المؤسسي:

  • الشراء على السلسلة: تُرصد عملياته من خلال تحويلات كبيرة أو انخفاض في أرصدة المنصات، ما يجعلها سهلة التتبع.
  • الشراء خارج السلسلة: يتم عبر مكاتب OTC أو اتفاقيات خاصة لا تؤثر بشكل مباشر على البيانات العلنية على الشبكة.

الأسلوب الثاني يُعد الخيار المفضل للمؤسسات، لأنه يتيح تنفيذ صفقات ضخمة بعيدًا عن تقلبات السوق أو تسريب استراتيجياتها. إلا أن هذا الأسلوب يصعب مهمة المحللين الذين يعتمدون على بيانات البلوكتشين لتقييم الاتجاهات الفعلية.

تحليل أعمق لمؤشرات السوق

يشير هذا الواقع إلى أن الاعتماد الكامل على بيانات السلسلة قد يعطي انطباعًا خاطئًا حول ضعف الطلب. في حين أن التدفقات الفعلية قد تكون نشطة ومتصاعدة، لكنها تتم عبر قنوات غير مرئية. لذلك، يجب على المحللين أن يجمعوا بين مؤشرات السلسلة، وتدفقات صناديق ETF، والإفصاحات الرسمية للشركات، للحصول على رؤية أوضح لحالة السوق.

في الختام، لا تعكس بيانات البلوكتشين دائمًا الصورة الكاملة، خصوصًا مع تزايد مشاركة المؤسسات التي تفضل استخدام استراتيجيات غير تقليدية. ومع تصاعد الدور المؤسسي في سوق العملات الرقمية، تصبح الحاجة ملحة إلى تطوير أدوات تحليل تجمع بين ما يظهر على السلسلة وما يحدث خارجها، لتوفير فهم أدق وأشمل لديناميكيات السوق.

اقرأ ايضا:  بنك JPMorgan Chase يبحث تسجيل علامة تجارية لعملة رقمية جديدة JPMD

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى