اقتراح جديد من بوتيرين لتسهيل تشغيل عقد الإيثيريوم على الأجهزة الشخصية
قدم المؤسس المشارك فيتاليك بوتيرين مقترحاً جديداً يهدف إلى تسهيل تشغيل العُقد على الشبكة وجعلها أقل تكلفة. ويستند هذا المقترح إلى مفهوم “المحلي أولاً”، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير جذري في آلية مزامنة العقد، بالإضافة إلى تقليل حجم البيانات المطلوب تخزينها.
التصميم الجديد: تشغيل العقد باستخدام نموذج “المحلي أولاً”
بحسب المقترح، ستعتمد العقد على مزامنة البيانات ذات الصلة بالمستخدم فقط، بدلاً من تحميل سلسلة الكتل كاملة. وبهذا الشكل، يصبح من الممكن تشغيل العقد على أجهزة المستهلك العادية مثل الهواتف الذكية أو الحواسيب الشخصية. وبالتالي، يصبح انخراط المستخدمين العاديين في الشبكة أسهل وأكثر واقعية.
تشغيل عقدة كاملة على شبكة الإيثيريوم، وفقاً لبيانات من Etherscan، يتطلب حالياً تخزين أكثر من 1.3 تيرابايت من البيانات. هذا العبء الكبير يجعل من الصعب على معظم المستخدمين، خاصة أولئك الذين لا يملكون أجهزة قوية أو موارد سحابية، المشاركة الفعالة في تشغيل العقد.
مزايا النموذج الجديد في تقليل عبء التخزين
وفقاً لبوتيرين، سيتمكن المستخدمون من حفظ البيانات التي تهمهم فقط. في المقابل، تُوزع البيانات التاريخية التي يزيد عمرها عن 36 يوماً على عدد من العقد ضمن الشبكة. ويُشبه رايان يون، كبير المحللين في Tiger Research، هذا النموذج بنظام المكتبات. فهو يقول: “لا تحتاج كل كتاب في فرعك المحلي طالما يمكنك طلبه من فروع أخرى عند الحاجة”.
هذا التغيير يستهدف تعزيز لامركزية الشبكة، إذ يمكن لعدد أكبر من المستخدمين تشغيل العقد بأنفسهم. من جهته، حذر بوتيرين من الاعتماد على عدد محدود من المزودين الكبار، واعتبر أن هذا النهج قد يُعرض الشبكة لخطر الرقابة والإقصاء. وأضاف: “إذا بُني سوق الإيثيريوم بهذه الطريقة، فسيواجه ضغوطاً شديدة لحظر أو تقييد المستخدمين”.
انسجام المقترح مع ترقية Pectra
يتماشى الطرح الجديد مع المرحلة الأولى من ترقية Pectra، والتي تُوصف بأنها التحديث الأكثر طموحاً في تاريخ شبكة الإيثيريوم. وتهدف هذه الترقية إلى تحسين كفاءة العقد، وتخفيف أعبائها التشغيلية، مما يسهل عملها على الأجهزة الشخصية.
أهمية العقد الكاملة في الحفاظ على الخصوصية
أوضح بوتيرين في مدونة نشرها على منصة Ethereum Research، أن تشغيل عقدة كاملة يمنح المستخدم القدرة على قراءة سلسلة الكتل بطريقة موثوقة ومقاومة للرقابة، مع الحفاظ على الخصوصية. واعتبر أن العقدة الكاملة تشبه تشغيل خادم خاص ضمن بيئة مغلقة.
تُبنى العقد في شبكة الإيثيريوم على برمجيات يمكن تشغيلها على أي جهاز كمبيوتر. وتُجري هذه العقد اتصالات متبادلة لتبادل البيانات والتحقق من صحتها. وبهذا الأسلوب، يتم ضمان سلامة المعاملات والحفاظ على أمن الشبكة.
مشروع طويل الأمد لتوسيع الوصول عبر الهواتف المحمولة
منذ عام 2023، يدعو بوتيرين إلى هدف بعيد المدى يتمثل في جعل العقد الكاملة قابلة للتشغيل على الأجهزة المحمولة. وعلى الرغم من إقراره بأن تنفيذ هذا المشروع قد يستغرق عقداً من الزمن، إلا أنه يراه جزءاً محورياً من تطور الشبكة مستقبلاً.
بالرغم من أن شبكة الإيثيريوم توفر مزايا تقنية مثل الثقة والخصوصية، فإن بوتيرين وآخرين مثل كاميرون يشيرون إلى تحديات متعلقة بـ “عبء المعالجة ومخاطر البيانات الوصفية”. هذه التحديات تبرز بشكل خاص عند الاعتماد المفرط على عدد محدود من مزودي الخدمة.
توقعات مستقبلية لشبكة أكثر انفتاحاً
يسعى فريق تطوير الإيثيريوم، من خلال المبادرات الحالية، إلى بناء شبكة أكثر مرونة وانفتاحاً. ويهدف الفريق إلى تحقيق توازن بين الكفاءة وسهولة الوصول، دون المساس بالقيم الأساسية مثل اللامركزية والخصوصية. ويبدو أن هذه الرؤية بدأت تتشكل بشكل أوضح من خلال التحديثات التقنية مثل Pectra، بالإضافة إلى المقترحات الجديدة التي تتيح للمستخدمين تشغيل عقدهم الخاصة بفعالية أكبر، وهو ما يعزز من استقرار وانتشار استخدام عملة ETH ضمن النظام البيئي للإيثيريوم.
