صناديق البيتكوين ETFs تستعيد زخمها مع أكبر تدفق استثماري منذ يناير

شهدت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) في الولايات المتحدة أداءً لافتًا في 21 أبريل 2025، حيث استقطبت تدفقات نقدية صافية بلغت 381.3 مليون دولار. ويُعد هذا الارتفاع الأكبر منذ 30 يناير، مما يعكس عودة الثقة المؤسسية بشكل واضح، ويؤكد على تزايد أهمية البيتكوين كأصل اقتصادي يمكن الاعتماد عليه في ظل التقلبات العالمية.
ARKB وFBTC تتصدران قائمة التدفقات
جاء صندوق ARK 21Shares (ARKB) في المقدمة، محققًا تدفقات بقيمة 116.1 مليون دولار، تلاه صندوق Fidelity Wise Origin (FBTC) بمبلغ 87.6 مليون دولار. كما أحرزت صناديق Grayscale أداءً جيدًا، إذ جمعت مجتمعة 69.1 مليون دولار. ويعكس هذا التوجه رغبة متزايدة من قبل المؤسسات في تعزيز محافظها الاستثمارية عبر الأصول الرقمية.
تأتي هذه النتائج عقب فترة من الأداء الضعيف. ففي أوائل أبريل، تراجعت الثقة بسبب التوترات الجيوسياسية والسياسات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس ترامب، مما أدى إلى سحب استثمارات تُقدّر بـ713 مليون دولار خلال أسبوع واحد فقط.
العوامل الاقتصادية والسياسية تدفع بالتغيّرات
تُعزى هذه القفزة في التدفقات إلى عوامل عدة، أبرزها التغييرات في توقعات المستثمرين بشأن السياسة النقدية الأمريكية. كما لعب البُعد السياسي دورًا مهمًا، لا سيما مع تصاعد الجدل حول مستقبل قيادة الاحتياطي الفيدرالي.
وقد أشار جيمس بوترفيل، رئيس قسم الأبحاث في شركة CoinShares، إلى أن هذه التطورات تُعبّر عن تحول كبير في المزاج العام. وأوضح أن التدفقات الحالية تمثل الأكبر منذ أوائل فبراير، حين شهدت منتجات البيتكوين الاستثمارية دخول 364 مليون دولار، بعد فترة طويلة من السحب الجماعي الذي تجاوز 5 مليارات دولار.
أضاف بوترفيل أن تعليقات صدرت عن الحزب الجمهوري أثارت شكوكًا بشأن مستقبل رئيس الفيدرالي، مما ساعد في تعزيز جاذبية البيتكوين كأداة للتحوّط ضد الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
أداء مستقر للعملات الرقمية رغم تراجع الأسواق التقليدية
في الوقت الذي تراجعت فيه الأسواق التقليدية بشكل حاد—حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 2.4%، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.5% يوم 21 أبريل—تمكنت العملات الرقمية من الحفاظ على استقرارها. وخلال عطلة عيد الفصح، ارتفعت القيمة السوقية للعملات الرقمية بنحو 800 مليار دولار، لتصل إلى 2.84 تريليون دولار.
كان للبيتكوين دور محوري في هذا الارتفاع، إذ تجاوز سعره 88,500 دولار، وهو أعلى مستوى له خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة. وجاء ذلك بعد انخفاضه في 7 أبريل إلى 74,773 دولار، وهو أدنى مستوى له في عام 2025، متأثرًا بتداعيات الرسوم الجمركية الجديدة.
البيتكوين كأداة استراتيجية في المستقبل
يُشير هذا التعافي السريع والثقة المتزايدة من قبل المؤسسات إلى تغير النظرة تجاه البيتكوين. فهو لم يعد يُعتبر أصلًا مضاربًا فقط، بل أصبح يُنظر إليه كأداة استراتيجية لتوزيع المخاطر وتنويع الاستثمارات.
وعلى الرغم من الضغوط الخارجية مثل تشديد السيولة والتقلبات السياسية، فإن البيتكوين يواصل ترسيخ مكانته كأصل موثوق. ومع عودة تدفقات رؤوس الأموال إلى صناديق البيتكوين المتداولة، واستمرار أداء السوق الرقمي بشكل إيجابي مقابل تراجع الأسواق التقليدية، فإن الصورة المستقبلية تبدو أكثر إشراقًا.
من هذا المنطلق، يبدو أن المستثمرين يرون في البيتكوين فرصة طويلة الأمد، وأداة فعالة لمواجهة الصدمات الاقتصادية والسياسية، مما يعزز من مكانته في المشهد المالي العالمي.