ترامب ميديا تطلب تدخل SEC وسط تراجع مالي واتساع التحقيقات

تواجه شركة ترامب ميديا آند تكنولوجي غروب (TMTG)، المالكة لمنصة Truth Social، تحديات متزايدة في السوق المالية. وتُعد هذه الشركة مملوكة بغالبية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. في الآونة الأخيرة، كثفت الشركة من إجراءاتها القانونية والتنظيمية، وذلك في محاولة للتصدي لما وصفته بأنه تداول مشبوه في أسهمها المتداولة تحت رمز “DJT”.
اتهامات ببيع غير قانوني للأسهم
في رسالة رسمية وُجّهت إلى القائم بأعمال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، مارك أويدا، طالبت TMTG بفتح تحقيق عاجل. وقد شمل هذا التحقيق الممارسات التي تنتهجها شركة Qube Research & Technologies، وهي صندوق تحوط بريطاني. وبحسب ما أفصحت عنه الشركة، فإن Qube تمتلك مركز بيع على المكشوف بقيمة تقارب 105 ملايين دولار في أسهم TMTG.
وأبدت TMTG قلقها الشديد من أن Qube قد تكون مارست ما يُعرف بالبيع العاري. هذا النوع من البيع، المحظور في الولايات المتحدة، يتضمن بيع أسهم دون اقتراضها أو حتى التأكد من إمكانية اقتراضها. كما أوضحت TMTG أن Qube أعلنت عن هذا المركز في ألمانيا بتاريخ 10 أبريل. ورغم ذلك، لم يتم الإفصاح عنه في الأسواق الخاضعة للرقابة الأمريكية والبريطانية. واستنادًا إلى مصادر مستقلة، فقد ارتفع حجم هذا المركز لاحقًا إلى 11 مليون سهم.
سجل من التحركات القانونية
ليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها TMTG إجراءات قانونية مماثلة. ففي أبريل من العام الماضي، أبلغت الشركة بورصة ناسداك بوجود مؤشرات على تلاعب محتمل في سوق أسهمها. وفي يناير الماضي، رفعت دعوى قضائية ضد قاضٍ في المحكمة العليا البرازيلية، متهمة إياه بانتهاك حرية التعبير المنصوص عليها في الدستور الأمريكي. وعلى صعيد آخر، تلاحق الشركة حاليًا 20 مؤسسة إعلامية في قضية تشهير ما تزال قيد النظر.
ضغوط مالية ومصاعب تشغيلية
تمر الشركة في الوقت الحالي بمرحلة مالية حرجة. فقد كشفت بياناتها المالية عن إيرادات لم تتجاوز 4 ملايين دولار بنهاية العام الماضي. في المقابل، بلغت خسائرها التشغيلية نحو 400 مليون دولار. كما تراجع سعر سهم الشركة إلى 22.04 دولارًا، ما يعكس انخفاضًا بنسبة 35% منذ بداية هذا العام. ومن الواضح أن الأداء المالي المتراجع يزيد من تعقيد وضعها في الأسواق.
توجه نحو قطاع العملات الرقمية
ورغم الضغوط، تسعى TMTG إلى التوسع في مجالات جديدة. ومن أبرز هذه الخطوات إعلانها عن شراكة حصرية مع منصة Crypto.com. تهدف هذه الشراكة إلى إطلاق مجموعة من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المتعلقة بالعملات الرقمية. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجيتها للتوجه نحو قطاع الأصول الرقمية. ومع ذلك، تواجه منصة Truth Social اتهامات بارتباطات محتملة بعمليات غسيل أموال وعلاقات أجنبية، مما يزيد من تعقيد المشهد.
ردود الفعل الرسمية
من ناحية أخرى، امتنعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية عن التعليق على القضية. في المقابل، أكد البيت الأبيض عدم وجود تضارب في المصالح. وقد أوضح في بيانه أن أصول ترامب تُدار ضمن صندوق ائتماني يشرف عليه أبناؤه.
الجدل المستمر حول البيع على المكشوف
أعادت هذه القضية إلى الواجهة النقاش الدائم حول ممارسات البيع على المكشوف. فعلى الرغم من قانونية هذه الاستراتيجية، إلا أنها تُعتبر محل جدل دائم، لا سيما في فترات تقلب الأسواق. ويرى بعض المراقبين أنها أداة تساعد على كشف الفساد والممارسات غير النزيهة داخل الشركات. في المقابل، يعتبرها آخرون وسيلة استغلال تضر بمصالح المستثمرين والشركات الناشئة.
وباستخدام الكلمات الانتقالية وربط الفقرات بشكل منطقي، يتضح أن TMTG تواجه تحديات معقدة تجمع بين أبعاد مالية، قانونية، وسياسية. وفي ظل هذا السياق، يترقب الجميع نتائج التحقيقات المحتملة التي قد تُلقي بظلالها على مستقبل الشركة وأسواق المال الأمريكية بشكل عام.