فيتاليك بوتيرين يقترح استبدال EVM في الإيثريوم بـ RISC-V: تحول نحو قابلية التوسع

في خطوة قد تعيد تشكيل مستقبل الإيثريوم، اقترح فيتاليك بوتيرين، أحد مؤسسي الشبكة، استبدال آلة الإيثريوم الافتراضية (EVM) بمعمارية RISC-V مفتوحة المصدر. الفكرة تهدف إلى تحسين كفاءة التنفيذ وقابلية التوسع، وذلك مع الحفاظ على توافق كامل مع العقود الذكية الحالية. في هذا المقال، نستعرض خلفية الاقتراح، أسبابه، ردود الفعل عليه، وما قد يعنيه لمستقبل البلوكشين.
لماذا يتم استبدال EVM؟
لطالما خدمت EVM كالمحرّك الأساسي لتنفيذ العقود الذكية على الإيثريوم. ومع ذلك، يرى بوتيرين أنها أصبحت من عنق الزجاجة الأخير طويل الأمد في الإيثريوم.
حيث وبرغم التحسينات التي تم تنفيذها في الطبقتين الأولى والثانية عبر عدد من مقترحات التحسين (EIPs) وأنظمة الرول أب، تظل تكاليف التنفيذ — وخصوصًا داخل أنظمة ZK-EVM — مرتفعة.
وتُظهر تحليلات مشروع ZK-EVM التابع لـ Succinct، أن ما يقرب من نصف دورات إثبات الصحة تُستهلك في تنفيذ الكتل.
ويُجادل بوتيرين، بأن أنظمة إثبات الصحة القائمة على المعرفة الصفرية، تقوم بالفعل بتحويل تعليمات EVM إلى تعليمات RISC-V في الخلفية، وبالتالي فإن إظهار RISC-V كبيئة التنفيذ الأساسية مباشرة قد يُزيل طبقة تجريدية زائدة.
هذا التغيير قد يعزز من كفاءة الإثبات بأكثر من 50 مرة — وفي بعض الحالات، يصل إلى 100 مرة.
الحفاظ على التوافق وأدوات المطورين
من المهم أن الانتقال المقترح لن يتخلى عن التجريدات الأساسية في الإيثريوم.
سيظل نموذج الحساب، ونظام التخزين، واستدعاءات العقود البينية على حالها.
وسيواصل المطورون استخدام لغات البرمجة المألوفة، مثل Solidity وVyper، والتي سيتم تهيئتها لتُترجم إلى تعليمات RISC-V بدلاً من بايت كود EVM.
وعلى الرغم من أن كتابة العقود مباشرة بلغة مثل Rust ستكون ممكنة تقنيًا، إلا أن بوتيرين أشار إلى أن سهولة القراءة واعتياد المطورين على اللغات الحالية، يجعلان من Solidity وVyper خيارات أكثر عملية.
التوافق مع العقود الحالية يُعد عنصرًا أساسيًا في الخطة، حيث ستظل العقود الذكية القائمة تعمل دون انقطاع. كما سيتم الحفاظ على التفاعل بين عقود EVM وعقود RISC-V، إما من خلال دعم بيئتين للتنفيذ بالتوازي أو عبر آليات تعتمد على مفسرات، تقوم بتحويل تعليمات EVM إلى تعليمات متوافقة مع RISC-V.
مسارات متعددة للهجرة
عرض بوتيرين عدة مسارات محتملة لتنفيذ الانتقال:
- الدعم المزدوج: تشغيل عقود EVM وRISC-V معًا، مما يتيح لهما التفاعل عبر حالة مشتركة ورسم خرائط تعليمات النظام.
- المُفسرات الغلافية: تحويل العقود الحالية إلى أغلفة تقوم بتوجيه التنفيذ إلى مفسّر مبني على RISC-V.
- مفسرات على مستوى البروتوكول: دعم رسمي لمفسرات الآلات الافتراضية داخل البروتوكول، مما يتيح لاحقًا دمج بيئات تنفيذ أخرى مثل Move.
كل خيار يعكس توازنًا بين الحذر والابتكار، ويهدف إلى تبسيط الطبقة الأساسية للإيثريوم مع الحفاظ على نظامه البيئي الواسع.
RISC-V ورؤية Beam Chain
يتكامل هذا الاقتراح مع فلسفة التصميم الأوسع للإيثريوم، كما يتجلى في مبادرات مثل Beam Chain، التي تهدف إلى تقليل التعقيد في آلية التوافق. كما وصف بوتيرين هذا السعي المزدوج بأنه ضروري لضمان استدامة الإيثريوم على المدى الطويل.
ورغم أن ترقية Pectra القادمة للإيثريوم، المقررة في 7 مايو، ستركز على تحسينات فورية مثل توسيع قدرات الرول أب وإصلاحات تخص المدققين، إلا أن اقتراح RISC-V يشير إلى أن إعادة ابتكار معمارية البروتوكول قد تكون ضرورية للإبقاء على تنافسيته أمام سلاسل الأداء العالي مثل Solana وSui.
ردود فعل المجتمع والمخاوف
أثار الاقتراح مجموعة من الردود في المجتمع. فقد شكك بعض المنتقدين، مثل آدم كوكران، في توقيت الاقتراح وتأثيره الاستراتيجي على أهداف الإيثريوم في التوسع عبر بنية معيارية. كما طرح آخرون مخاوف تقنية تتعلق بنضج RISC-V، وأداءه، وتوافقه مع العمليات التي تستخدم 256-بت.
ورد بوتيرين على كثير من هذه المخاوف بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن معظم القيم العملية تكون من نوع u32، أو u64، أو u128، والتي يمكن للمترجمات الحديثة ترجمتها بكفاءة إلى تعليمات RISC-V.
وأوضح أيضًا أن ZK-EVMs الحالية تعمل فعليًا كأنظمة RISC-V مدمج بها مفسر لـ EVM، وبالتالي فإن إظهار RISC-V بشكل مباشر قد يبسط الأمور كثيرًا.
الإيثريوم، بولكادوت، والنظام البيئي الأوسع
أعاد توقيت ورؤية الاقتراح فتح المقارنات مع بولكادوت، التي تصورت تبسيطًا مشابهًا في الورقة الرمادية JAM التي قدمها غافن وود.
وتجدر الإشارة إلى أن RISC-V يُستخدم أيضًا في PolkaVM، بيئة التنفيذ قيد التطوير في Polkadot 2.0.
ورغم التفوق التقني لبولكادوت في بعض الجوانب، فإن ابتكاراتها لم تشهد تبنيًا واسعًا في الصناعة.
ومع استكشاف الإيثريوم لاتجاهات مشابهة الآن، فإن المرحلة المقبلة من التنافس والتقارب بين منصات العقود الذكية قد تعيد تشكيل مستقبل الحوسبة اللامركزية.
خاتمة
اقتراح RISC-V الذي قدمه بوتيرين ليس جزءًا من خارطة الطريق الحالية، بل هو رؤية طويلة المدى تهدف إلى فتح باب النقاش. يسعى إلى تقليص نموذج تنفيذ الإيثريوم إلى عناصره الأساسية، وتحسين الأداء، وضمان المرونة للابتكار المستقبلي.
وبينما يناقش المجتمع مزاياه وتبعاته، يبقى المؤكد أن تطور الإيثريوم لم ينتهِ بعد، وأن قيادته لا تزال ملتزمة بمواجهة أعمق التحديات في البروتوكول.