عملة libra الرقمية : الانهيار الكبير وفضيحة رئيس الأرجنتين خافيير ميلي

أصبحت العملات الرقمية جزءًا أساسيًا من الاقتصاد العالمي، حيث تشهد تطورًا متسارعًا واهتمامًا متزايدًا من المستثمرين والمؤسسات المالية. في الآونة الأخيرة، أثارت عملة libra الرقمية جدلًا واسعًا بعد أن روج لها الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي. مما أدى إلى ارتفاع قيمتها بشكل غير مسبوق، قبل أن تنهار سريعًا. يهدف هذا المقال إلى استعراض تفاصيل هذه العملة، وملابسات الفضيحة، وتأثيراتها المحتملة على المشهد السياسي والاقتصادي.

عملة libra الرقمية

تندرج عملة libra ضمن فئة “ميم كوين”. وهي العملات التي يتم إطلاقها غالبًا بدون قيمة حقيقية أو أصول داعمة. وتعتمد في انتشارها على الحماس الجماهيري والضجة الإعلامية. تم الترويج لهذه العملة على أنها مشروع يسعى إلى دعم الاقتصاد الأرجنتيني عبر تمويل المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة، إلا أن انهيارها السريع أثار تساؤلات حول مدى مصداقيتها.

تولت شركة KIP Network تطوير عملة libra. المثير للجدل أن الموقع الرسمي للمشروع. جرى تسجيله قبل ساعات قليلة فقط من إعلان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي عن دعمه للعملة. مما أثار الشكوك حول وجود نية مسبقة للتلاعب بالسوق.

بحسب الترويج الرسمي، تسعى libra إلى تعزيز الاقتصاد الأرجنتيني عبر تمويل المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة، مما يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي في البلاد. إلا أن الطبيعة غير المنظمة لهذه العملة، بالإضافة إلى عدم وجود أصول حقيقية تدعمها، جعلا هذا الهدف موضع تشكيك كبير.

تختلف libra عن العملات الرقمية الشهيرة مثل بيتكوين وإيثيريوم التي تعتمد على تقنيات بلوكتشين متقدمة ولها استخدامات عملية واضحة. تفتقر libra إلى هذه الأسس، وتندرج ضمن فئة الميم كوين التي تعتمد على الضجيج الإعلامي فقط.

إطلاق عملة libra

شهد يوم 15 فبراير 2025 إطلاق عملة libra، عندما أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي دعمه لها عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). جاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من تسجيل الموقع الرسمي للمشروع، مما يثير تساؤلات حول التوقيت والهدف الحقيقي وراء إطلاقها. بعد الإعلان الرئاسي، ارتفعت قيمة libra بشكل هائل، حيث وصلت إلى قيمة سوقية بلغت حوالي 4.5 مليار دولار خلال ساعات. رغم ذلك، لم تستمر هذه الطفرة طويلًا، إذ تراجعت قيمة العملة بسرعة، مما أثار مخاوف بشأن مصداقية المشروع.

أبرز الأحداث التي مرت بها libra شملت انهيار قيمتها بعد فترة قصيرة من إطلاقها، إلى جانب حذف الرئيس ميلي لتغريدته الداعمة لها، مع تقديمه اعتذارًا رسميًا، مشيرًا إلى أنه لم يكن على دراية كافية بتفاصيل المشروع. تعاملت الأسواق المالية بحذر مع libra. رغم ارتفاع قيمتها السريع بعد الترويج الرئاسي، إلا أن الانهيار المفاجئ أدى إلى انتقادات واسعة من قبل المستثمرين والخبراء الماليين، ودعوات للتحقيق في أسباب هذا التراجع الكبير.

كيف تورط الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي مع عملة libra؟

في 15 فبراير 2025، نشر الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي تغريدة عبر حسابه على منصة “إكس”، حيث قام بالترويج لعملة libra، مؤكدًا أنها مشروع يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأرجنتيني. بعد تغريدة ميلي، شهدت libra ارتفاعًا هائلًا في قيمتها، حيث بلغت حوالي 4.5 دولار للعملة الواحدة، مما رفع قيمتها السوقية إلى نحو 4.5 مليار دولار.

جذب هذا الارتفاع السريع العديد من المستثمرين، إلا أن الفرحة لم تدم طويلًا. بعد الارتفاع الأولي، تراجعت قيمة libra خلال ساعات قليلة، حيث انخفضت إلى 0.19 دولار للعملة الواحدة، مما أدى إلى خسائر فادحة للمستثمرين. بعد الانهيار السريع للعملة، ومع تصاعد الانتقادات، قام الرئيس ميلي بحذف تغريدته وقدم اعتذارًا، موضحًا أنه لم يكن على دراية كافية بتفاصيل المشروع، واتخذ قراره بالتراجع عن دعمه بعد معرفة المزيد من المعلومات.

انهيار العملة وردود الأفعال

تراجع قيمة libra بدأ خلال خمس ساعات فقط من إطلاقها، حيث انخفضت من 4.5 دولار إلى أقل من 1 دولار، مما تسبب في خسائر فادحة. أدى التراجع السريع لقيمة libra إلى خسائر ضخمة للمستثمرين، حيث تبخرت حوالي 4.4 مليار دولار من القيمة السوقية للعملة في غضون ساعات قليلة.

أشارت غرفة التكنولوجيا المالية الأرجنتينية إلى أن الحادثة قد تكون ناتجة عن عملية “سحب البساط”، وهي نوع شائع من عمليات الاحتيال في سوق العملات الرقمية.كما تشير الأدلة المتاحة إلى احتمال وجود عملية احتيال، إذ تم تسجيل الموقع الرسمي قبل ساعات فقط من الإعلان الرئاسي، كما أظهرت التحليلات أن نسبة كبيرة من العملة كانت مملوكة لعدد قليل من المحافظ.

تأثير الفضيحة على الرئيس الأرجنتيني ميلي

تسببت الفضيحة في انتقادات واسعة لميلي، حيث اعتبر البعض أنها “إحراج دولي” قد يؤثر على مستقبله السياسي. أعلنت المعارضة الأرجنتينية عن نيتها تقديم مقترح لعزل الرئيس ميلي، متهمة إياه بالتورط في عملية احتيال تتعلق بالعملات الرقمية. نظرًا لحجم الفضيحة والانتقادات المتزايدة، من المحتمل أن تؤثر هذه الأزمة على مستقبل ميلي السياسي، وقد تؤدي إلى فتح تحقيقات رسمية ضده.

الدروس المستفادة من الفضيحة

تبرز هذه الحادثة المخاطر المرتبطة بترويج السياسيين للعملات الرقمية دون التأكد من مصداقيتها، مما قد يؤدي إلى تضليل المستثمرين. من الضروري أن يقوم المستثمرون بإجراء بحوث دقيقة قبل الاستثمار في أي عملة رقمية، وعدم الانجراف وراء التوصيات غير الموثوقة.

تؤكد هذه الفضيحة ضرورة وضع أطر قانونية واضحة لسوق العملات الرقمية لحماية المستثمرين ومنع الاحتيال.تظل قضية libra مثالًا واضحًا على المخاطر التي تحيط بالعملات الرقمية غير المنظمة، وأهمية الحذر عند الاستثمار فيها.