خسائر ضخمة في سوق العملات الرقمية.. هل بدأ الـ Bear Market؟
شهد سوق العملات الرقمية انهيارًا مفاجئًا، مما أدى إلى خسائر تجاوزت 2.2 مليار دولار خلال 24 ساعة، ليصبح واحدًا من أسوأ أيام التداول في تاريخ السوق. وجاء هذا التراجع الحاد بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية جديدة على واردات الصين وكندا والمكسيك، مما أثار حالة من الذعر بين المستثمرين وأدى إلى موجة تصفية ضخمة للعقود الآجلة.
انهيار البيتكوين والإيثريوم وسط موجة تصفية واسعة
تشير البيانات إلى أن العقود الآجلة تعرضت لأكبر الخسائر، حيث بلغت تصفية مراكز الشراء (Long positions) حوالي 1.87 مليار دولار، بينما لم تتجاوز تصفية مراكز البيع (Short positions) 345 مليون دولار، وفقًا لمنصة CoinGlass. وكان الإيثريوم الأكثر تأثرًا، إذ خسر السوق أكثر من 600 مليون دولار من مراكزه، يليه البيتكوين بخسارة بلغت 400 مليون دولار.
تأثير السياسات الاقتصادية على سوق الكريبتو
أدى إعلان الحكومة الأمريكية عن فرض تعريفات جمركية تصل إلى 25% على الواردات من كندا والمكسيك، و10% على السلع الصينية، إلى زيادة قلق المستثمرين. وأسهمت هذه الإجراءات في تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي، مما تسبب في تقلبات حادة في الأسواق المالية، بما في ذلك العملات الرقمية.
نتيجة لهذه التطورات، انخفضت أسعار البيتكوين إلى أدنى مستوى لها عند 91,200 دولار، لكنها تمكنت من التعافي جزئيًا لتصل إلى 93,600 دولار، مسجلة انخفاضًا يوميًا بنسبة 6.5%. أما الإيثريوم، فقد شهد خسارة أكبر، حيث تراجع بنسبة 20% ليصل إلى 2,500 دولار.
تزايد الضغوط البيعية وسط ارتفاع حاد في حجم التداول
مع هذا التراجع الحاد، ارتفعت أحجام التداول بأكثر من 200%، مما يعكس حالة الذعر التي سادت السوق. كما انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بنسبة 12%، لتستقر عند 3.15 تريليون دولار. وتشير هذه التغييرات إلى عمليات بيع قسرية ساهمت في تعميق الخسائر.
هل نشهد بداية انهيار طويل الأمد؟
بعد وصول البيتكوين إلى أعلى مستوى له عند 109,000 دولار عقب تنصيب ترامب في 20 يناير، بدأت السوق في التراجع مع تصاعد التوترات الاقتصادية. ويتوقع بعض المحللين استمرار هذا التراجع إذا واصلت السياسات الحمائية تأثيرها على الأسواق المالية.
في المقابل، يرى بعض الخبراء أن هذه التراجعات قد تكون مجرد تصحيحات طبيعية بعد الموجة الصعودية الكبيرة التي شهدتها السوق مؤخرًا، مما قد يؤدي إلى استقرارها في المستقبل القريب.
نصائح للمستثمرين في ظل هذه التحديات
مع تزايد المخاطر، يوصي الخبراء بتجنب التداول الانتقامي (Revenge Trading) والابتعاد عن استخدام الرافعة المالية المفرطة، حيث لا يزال السوق غير مستقر. وبدلاً من ذلك، ينبغي اعتماد استراتيجيات مدروسة تركز على إدارة المخاطر والمراقبة الدقيقة لحركة السوق قبل اتخاذ أي قرارات تداولية جديدة.
ختامًا
يمر سوق العملات الرقمية بمرحلة حساسة، حيث تؤثر العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية على ثقة المستثمرين. وبينما تختلف التوقعات بشأن استمرار التراجع أو التعافي المحتمل، تظل التقلبات جزءًا أساسيًا من المشهد في المستقبل القريب.
