تبرع CZ لضحايا احتيال عملة LIBRA يتحول إلى مفاجأة غير متوقعة

في خطوة لدعم ضحايا عملية احتيال LIBRA الرقمية، قرر مؤسس منصة Binance، تشانغبينغ زهاو “CZ”، التبرع بمبلغ 150 BNB، أي ما يعادل 100,000 دولار تقريبًا. لكن المفاجأة كانت في تدفق تبرعات إضافية إلى محفظته، ما جعله يحصل على مبلغ يفوق ما قدمه.
بداية الأزمة: LIBRA وصعود ثم انهيار مفاجئ
بدأت قصة عملة LIBRA عندما أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي عن دعمه للعملة عبر حسابه في X (تويتر سابقًا). وقدّمها على أنها وسيلة لتمويل المشاريع الصغيرة وتحفيز الاقتصاد.
نتيجة لهذا الترويج، اندفع المستثمرون إلى شرائها، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها السوقية إلى أكثر من 4 مليارات دولار في غضون ساعات قليلة. لكن، وكما هو الحال مع العديد من المشاريع المشبوهة، لم يدم هذا النجاح طويلًا. فسرعان ما انهارت العملة بنسبة 91%، مما تسبب في خسائر مالية هائلة تجاوزت 40,000 مستثمر، حيث فقد بعضهم مدخراتهم بالكامل.
بعد الانهيار، سارع ميلي إلى حذف منشوره، مؤكدًا أنه لم يكن على علم بجميع تفاصيل المشروع. رغم ذلك، لم تمنع هذه التوضيحات موجة الغضب التي اجتاحت المتضررين، مما أدى إلى تقديم دعاوى قضائية ضده وضد فريق تطوير LIBRA بتهمة الاحتيال والتلاعب بالسوق.
تبرع CZ يتحول إلى ظاهرة غير متوقعة
وسط الفوضى التي تسببت بها LIBRA، أطلق الطالب الجامعي EnHeng حملة لجمع التبرعات بهدف مساعدة الضحايا. وقد لاقت هذه المبادرة دعمًا من CZ، الذي قرر التبرع بـ 150 BNB.
لكن المفاجأة كانت في قراره مشاركة عنوان محفظته بشكل علني، حيث لم يقتصر الأمر على تلقي التبرعات الموجهة للضحايا، بل بدأ المزيد من المتابعين في إرسال أموال إضافية، مما جعله يحصل على مبلغ أكبر من الذي تبرع به في البداية.
وفي تعليق ساخر، كتب CZ عبر X:
“عندما تحاول جني الأموال بسرعة، تخسر. لكن عندما تعطي المال، تحصل على المزيد!”
لكن بدلاً من الاحتفاظ بهذه الأموال الإضافية، قرر CZ إعادة توزيعها لصالح متضررين آخرين من عمليات احتيال رقمية مشابهة، مثل مشاريع TST وBroccoli، وهو مشروع مستوحى من اسم كلبه الأليف.
فضيحة LIBRA تتصاعد: تحقيقات واتهامات بالاحتيال
لم يكن انهيار عملة LIBRA مجرد خسارة للمستثمرين، بل أدى إلى تداعيات قانونية خطيرة. وقد تلقت القاضية الفيدرالية ماريا سيرفيني في بوينس آيرس أمرًا بالتحقيق في تورط الرئيس ميلي وفريق العمل في عملية احتيال كبرى.
أظهرت تحليلات البلوكتشين أن جهة واحدة سيطرت على 82% من إجمالي المعروض من العملة، مما زاد من الشكوك حول وجود تلاعب بالسوق وخداع للمستثمرين.
لم يتوقف الجدل عند هذا الحد، بل تعرضت منصات Jupiter وMeteora، اللتان قدمتا الدعم التقني لـ LIBRA، لضغوط كبيرة. ونتيجة لذلك، أعلن بن تشاو، الشريك المؤسس لمنصة Meteora، استقالته بعد توجيه اتهامات له بالتداول بناءً على معلومات داخلية.
ختامًا: هل تصبح هذه الأزمة درسًا للمستثمرين؟
تبرع CZ ألقى الضوء على المخاطر التي تحيط بالاستثمارات في العملات الرقمية. وبينما تتواصل التحقيقات في فضيحة LIBRA، فإن هذه الحادثة تمثل تذكيرًا قويًا بأهمية توخي الحذر عند الاستثمار، خاصة عندما تكون التوصيات صادرة عن شخصيات عامة دون تفاصيل واضحة.
في النهاية، يظل السؤال المطروح: هل سيتعلم المستثمرون من هذه التجربة، أم ستتكرر الأخطاء في مشاريع رقمية أخرى؟