مستقبل العملات الرقمية في كندا بعد استقالة جاستن ترودو
استقالة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قد تمهد الطريق لتحول في سياسات العملات الرقمية
بعد ما يقرب من عقد من الزمن في منصب رئيس الوزراء، أعلن جاستن ترودو استقالته من قيادة الحزب الليبرالي ورئاسة الحكومة الكندية، مشيرًا إلى وجود “صراعات داخلية” تعرقل إدارته. وقال في مؤتمر صحفي: “أنوي التنحي بعد اختيار الحزب لزعيم جديد. لا يمكنني أن أكون الشخص الذي يحمل راية الليبراليين في الانتخابات المقبلة.”
هذا الإعلان يأتي في وقت تقترب فيه الانتخابات العامة في كندا، المقرر إجراؤها في أكتوبر المقبل، حيث يتمتع زعيم حزب المحافظين بيير بويليفري بموقع قوي في استطلاعات الرأي. على الرغم من صمته الأخير بشأن العملات الرقمية، كان بويليفري سابقًا من الداعمين البارزين للأصول الرقمية، مما يثير الآمال في تغير السياسات تجاه العملات الرقمية في حال فوزه.
تأثير مغادرة ترودو على العملات الرقمية
شهد عهد ترودو مقاومة حكومية واضحة للعملات الرقمية. أبرزها كان خلال احتجاجات قافلة الحرية في عام 2022، عندما فرضت الحكومة عقوبات على المحافظ الرقمية، مما أثار استياء مجتمع العملات الرقمية داخل وخارج كندا. وقد استخدم السياسيون الأمريكيون هذا الحدث كدليل على مخاطر العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs)، مسلطين الضوء على تدخل الحكومات في المعاملات الرقمية.
لكن رغم تأثير رئيس الوزراء على السياسات العامة، يظل تنظيم الأوراق المالية في كندا مسؤولية الأقاليم. هيئة التنظيم الكندية للأوراق المالية (CSA)، التي تمثل مظلة من الجهات التنظيمية الإقليمية، هي التي ستحدد الاتجاه المقبل للعملات الرقمية، وليس بالضرورة الحكومة الفيدرالية.
المرشحون المحتملون لخلافة ترودو
أحد الأسماء المثيرة للاهتمام لخلافة ترودو هو مارك كارني، الذي شغل سابقًا منصب محافظ بنك كندا وبنك إنجلترا. رغم أنه لم يعلن ترشحه رسميًا بعد، إلا أن تصريحاته السابقة حول العملات الرقمية تثير الفضول.
في محاضرة ألقاها عام 2021، أشار كارني إلى أن “الرموز المستخدمة في الشبكات القابلة للبرمجة يجب أن تظل ذات قيمة رمزية فقط”، مضيفًا أن العملات المستقرة يجب أن تخضع لتنظيم صارم لتكون ناجحة، متسائلًا عن الفرق بينها وبين العملات الرقمية للبنوك المركزية إذا تم تطبيق نفس القيود عليها.
مستقبل مشهد العملات الرقمية في كندا
مع اقتراب الانتخابات، يبدو أن المشهد السياسي قد يحمل تغييرات كبيرة. سواء تولى القيادة بيير بويليفري أو خليفة آخر لترودو، يبقى التأثير على قطاع العملات الرقمية محدودًا نسبيًا بسبب سيطرة الأقاليم على هذا القطاع.
في النهاية، يمكن لاستقالة ترودو أن تكون فرصة لإعادة صياغة السياسات تجاه العملات الرقمية، مع احتمال وصول قادة أكثر انفتاحًا على هذا القطاع الذي يتطور بسرعة على المستوى العالمي.
