فيتاليك بوتيرين يناقش مستقبل الإيثريوم ودور مشاريع الطبقة الثانية

في خطوة جريئة تهدف إلى استشراف مستقبل إيثيريوم، تناول فيتاليك بوتيرين، المؤسس المشارك لإيثيريوم، إحدى القضايا الأكثر إثارة للنقاش: تأثير شبكات الطبقة الثانية (Layer-2) على الاقتصاد الرقمي للإيثريوم (ETH) ودورها في تشكيل مستقبل الشبكة. هذه الخطوة تعكس أهمية التركيز على الجوانب الاقتصادية والأمنية واللامركزية، بهدف ضمان نجاح الشبكة في مواجهة التحديات.

تأثير الطبقة الثانية على الاقتصاد

شبكات الطبقة الثانية أصبحت اليوم جزءًا لا غنى عنه من النظام البيئي لإيثيريوم، حيث تقدم رسوم غاز منخفضة وسرعات معاملات عالية. مع ذلك، يحذر المحللون من أن هذا الانتشار الكبير قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة، حيث يؤثر سلبًا على آلية حرق التوكنات التي تساعد على تعزيز القيمة الانكماشية للإيثر.

خلال الأشهر الماضية، بينما شهدت العملات الرقمية الأخرى ارتفاعات ملحوظة، بقي الإيثر في حالة ركود ملحوظ. هذا الركود، الذي أثار جدلاً كبيرًا على منصات التواصل الاجتماعي، يعكس التحديات المرتبطة بشبكات الطبقة الثانية وتأثيرها على السوق. بوتيرين لم يتجاهل هذه القضية، بل دعا إلى التفكير بعمق في الحلول الممكنة.

إعادة ترتيب الأولويات

بدلًا من التخلي عن شبكات الطبقة الثانية لصالح زيادة الحد الأقصى لرسوم الغاز في الطبقة الأولى، يرى بوتيرين أن الحل يكمن في تطوير استراتيجيات جديدة. هذه الاستراتيجيات تضمن استمرارية نمو قيمة الإيثر حتى مع هيمنة الطبقة الثانية. وأوضح بوتيرين: “من الضروري أن نفكر بشكل واضح ومباشر في النماذج الاقتصادية للإيثر، ونركز على تطوير حلول تضمن استدامة قيمته.”

اقرأ ايضا:  الولايات المتحدة ستبيع أكثر من 69 ألف بيتكوين ووزارة العدل تحصل على الموافقة

ولتعزيز هذه الرؤية، اقترح بوتيرين حلولًا مثل حرق جزء من رسوم الطبقة الثانية أو استثمارها لدعم مجتمع إيثيريوم، مما يوفر دعامة اقتصادية قوية.

تعزيز الأمان واللامركزية

الأمان واللامركزية يمثلان أيضًا محورًا رئيسيًا في رؤية بوتيرين. دعا مطوري شبكات الطبقة الثانية إلى إعطاء الأولوية لتحسين الأمان وضمان التشغيل البيني بين الشبكات المختلفة. كما أكد على ضرورة العمل على منع أي رقابة قد تنشأ بسبب إدارة معظم شبكات الطبقة الثانية من قبل شركات خاصة.
وأشار بوتيرين إلى حادثة وقعت الصيف الماضي عندما قامت شبكة Linea المملوكة لشركة Consensys بإيقاف جميع الأنشطة على الشبكة بهدف منع اختراق كبير. هذه الخطوة أثارت استياء العديد من المستخدمين، حيث تساءلوا عن مدى لامركزية الشبكة في ظل إمكانية تعطيلها بهذه السهولة.

تطور تخزين البيانات

لتعزيز التوسع، ركز بوتيرين على أهمية تطوير قدرة تخزين البيانات للمعاملات عبر الطبقة الثانية. أشار إلى آليات جديدة مثل “البلوبز”، التي تم تقديمها في ترقية “دينكن”. هذه الآلية توفر حلاً عمليًا لزيادة كفاءة الشبكة. بالإضافة إلى ذلك، الترقية المقبلة “بيكترا”، المتوقع إطلاقها في مارس، ستضاعف عدد “البلوبز” لكل كتلة، مما يدعم نمو النظام البيئي بشكل كبير.

رؤية للمستقبل

اختتم بوتيرين رسالته بتأكيد أهمية الالتزام بالتطوير عبر شبكات الطبقة الثانية. كما دعا المطورين إلى التركيز على تحقيق الأهداف الأساسية لهذه الشبكات وضمان وفائها بوعودها. وأوضح أن المرحلة الحالية تتطلب العمل بسرعة واتخاذ قرارات مدروسة، مشيرًا إلى أن المستقبل يعتمد على التقدم الجماعي.

اقرأ ايضا:  ترامب يتجاهل الحديث عن البيتكوين في خطاب التنصيب والسعر يهبط

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى