حكم قضائي بإعادة 9 مليارات دولار من البيتكوين المسروق إلى منصة Bitfinex

في تطور قانوني بارز، قررت محكمة أمريكية إعادة 94,643 بيتكوين من أصل 119,754 بيتكوين، التي استولت عليها مجموعة من المخترقين خلال حادثة اختراق منصة Bitfinex في عام 2016، إلى المنصة. تبلغ القيمة الحالية لهذه العملات الرقمية حوالي 9 مليارات دولار، مما أثار نقاشات واسعة حول مدى إنصاف القرار وتأثيره على المستخدمين ومجتمع العملات الرقمية بشكل عام.

تفاصيل الحكم القضائي

أقرت المحكمة بأن منصة Bitfinex تعرضت للضرر الأكبر جراء اختراق 2016، مما أعطاها الحق في استرداد الأموال المصادرة. ومع ذلك، واجه هذا القرار انتقادات واسعة، خاصة أن جميع مستخدمي المنصة آنذاك تحملوا خسائر مالية. نتيجة لذلك، لجأت المنصة إلى خصم 36.06% من ودائع جميع المستخدمين لتعويض الخسائر، حيث قدمت رموز BFX أو أسهماً في الشركة الأم iFinex كبديل.

يرى البعض أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتعويض الضرر، خصوصًا مع الانخفاض الحاد الذي شهدته قيمة البيتكوين عقب الاختراق. ومع ذلك، يوفر الحكم فرصة للمستخدمين المتضررين لتقديم طلبات تعويض قبل حلول الموعد النهائي في 28 يناير 2025.

مرتكبو الاختراق وتبعات أفعالهم

إيليا ليختنشتاين وزوجته هيذر مورغان، المشهوران إعلاميًا بـ”بوني وكلايد البيتكوين”، كانا العقل المدبر وراء هذا الاختراق الكبير. ليختنشتاين، الذي عمل كرجل أعمال في مجال التكنولوجيا، اعترف بقرصنة المنصة، وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات. في المقابل، تلقت مورغان، التي ساعدت في غسل الأموال، عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

اقرأ ايضا:  سولانا ستقاوم الحوسبة الكمية: مطورو سولانا يطلقون خزينة Winternitz

مورغان لفتت الأنظار بعد الحادثة، بسبب شخصيتها الغريبة واهتمامها بالموسيقى. اشتهرت بأداء أغاني الراب تحت الاسم المستعار “رازلكهان”. ومن المتوقع أن تعرض منصات البث قصة الزوجين في فيلم وثائقي قيد الإنتاج حاليًا. وفي ديسمبر الماضي، نشر ليختنشتاين مقطع فيديو عبر حسابه بمنصة X (تويتر سابقًا)، حيث عبر عن ندمه على الاختراق، وأكد مسؤوليته الكاملة، مشيرًا إلى أن زوجته لم تكن على علم بالجريمة.

ما الذي يجعل القرار مثيرًا للجدل؟

تباينت الآراء حول القرار داخل مجتمع العملات الرقمية، حيث ظهرت ثلاثة مواقف رئيسية:

  • المنتقدون لدور Bitfinex كضحية وحيدة: يعتبر البعض أن تصنيف المنصة كضحية يتجاهل الخسائر الكبيرة التي تحملها المستخدمون. علاوة على ذلك، فإن الفترة الزمنية القصيرة الممنوحة لتقديم طلبات التعويض تزيد من تعقيد المسألة.
  • المعارضون لقرارات وزارة العدل الأمريكية: أشار البعض إلى رفضهم لإعادة الأموال إلى منصة Bitfinex، التي تتخذ من تايوان وجزر العذراء البريطانية مقراً لها.
  • المؤيدون لإعادة الأموال إلى Bitfinex: يرى فريق آخر أن القرار يوفر فرصة للمنصة لتعزيز أوضاعها المالية وتعويض مستخدميها بشكل أكثر فعالية. يأملون أن تسهم هذه الخطوة في تحسين السيولة وبناء الثقة مجددًا في Bitfinex.

ماذا نتوقع؟

مع اقتراب الموعد النهائي لتقديم طلبات التعويض في 28 يناير، تترقب الأوساط المهتمة بسوق العملات الرقمية تأثير هذه الخطوة على منصة Bitfinex وسوق البيتكوين ككل. إعادة البيتكوين المستولى عليه قد تمثل فرصة للمنصة لتحسين سمعتها المالية، إلا أنها تفتح المجال أمام مناقشات أوسع حول العدالة والشفافية في هذا المجال.

اقرأ ايضا:  مارك كوبان يختار البيتكوين بدلاً من الذهب كملاذ اقتصادي بدلاً من الذهب

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى