فيتاليك بوتيرين يحذر من تهديدات مؤسسية وكمومية قد تضرب مستقبل الإيثيريوم

أطلق فيتاليك بوتيرين، الشريك المؤسس لشبكة الإيثيريوم، تحذيرات جديدة حول تحديات خطيرة تواجه الشبكة خلال السنوات المقبلة. وخلال مشاركته في فعالية Funding the Commons ضمن مؤتمر Devconnect في بوينس آيرس، أوضح بوتيرين أن تراكم المؤسسات الكبرى لكميات ضخمة من ETH، إلى جانب التقدم المتسارع في الحواسيب الكمومية، يشكلان تهديدين منفصلين لكنهما شديدا التأثير على بنية الإيثيريوم ومستقبله.
تركّز ملكية الإيثيريوم بين المؤسسات
أشار بوتيرين إلى أن دخول المؤسسات المالية العملاقة إلى سوق الإيثيريوم بدأ يغيّر طبيعة الشبكة واتجاه تطورها. فوفقًا للأرقام التي استشهد بها خلال الجلسة، تدير تسع شركات مالية كبرى أكثر من 18 مليار دولار من الإيثيريوم عبر صناديق ETF، بينما تحتفظ شركات الخزينة والأصول الرقمية بقيمة مشابهة على ميزانياتها، ما يرفع إجمالي ما تملكه هذه المؤسسات إلى نحو 10.4% من المعروض الكلي للعملة.
وأكد بوتيرين أن هذا التركّز يولد نوعين من المخاطر الجوهرية.
الأول يتمثل في عزوف المطورين المخضرمين الذين يرغبون في بيئة مفتوحة وشفافة بعيدًا عن تأثير التمويل التقليدي. والثاني يتعلق بالضغط المباشر على مستوى البروتوكول، إذ قد تدفع المؤسسات باتجاه قرارات تقنية تُضعف لامركزية الشبكة.
وضرب مثالًا على ذلك بفكرة تقليص زمن إنتاج الكتلة إلى 150 ملي ثانية، وهو مقترح قد يجعل تشغيل العقد الكاملة أمرًا صعبًا على المستخدمين خارج المراكز المالية الكبرى.
مؤشرات جديدة على توسّع مؤسسي بقيادة BlackRock
تزامن حديث بوتيرين مع تقارير رصدتها بلومبيرغ حول تقدم BlackRock في إجراءات إنشاء صندوق Ethereum ETF جديد يتضمن ميزة التخزين (staking). وتشير المستندات المقدمة في ولاية ديلاوير إلى أن هذا المنتج سيظهر إلى جانب صندوق ETHA الحالي الذي جمع 13.1 مليار دولار منذ إطلاقه في 2024.
هذا التوسع يعزز تأثير المؤسسات في النظام البيئي للإيثيريوم، وهو أمر يراه بوتيرين سيفًا ذا حدين.
خطر ثانٍ: الحوسبة الكمومية تقترب من كسر التشفير
لم يقتصر حديث بوتيرين على المخاطر المؤسسية، إذ أكد أن التقدم في الحواسيب الكمومية يشكل تهديدًا تقنيًا حقيقيًا قد يؤثر في النظام الأمني للبلوكشين خلال فترة قصيرة. وقال إن بعض التطورات التي تقودها شركات كبرى مثل Google وMicrosoft قد تجعل الأنظمة التشفيرية الحالية ضعيفة بحلول عام 2028.
وتتوافق تحذيراته مع آراء خبراء مثل سكوت آرونسون الذي يرى أن ظهور جهاز كمومي قادر على تشغيل خوارزمية Shor بات “احتمالًا واقعيًا”، بينما يشير مختصون آخرون مثل نيك كارتر وأليكس برودين وتيو بيرونان إلى أن البيتكوين نفسه قد يحتاج إلى تعديل بروتوكولي بحلول 2030 لضمان استمرارية أمنه.
الإيثيريوم يحتاج إلى مرونة على مستوى الطبقات
ورداً على هذه التهديدات المتوازية، اقترح بوتيرين مقاربة جديدة تقوم على “تصلّب” بعض طبقات البروتوكول بوتيرة مختلفة. وأوضح أن الفصل بين سرعة تطوير طبقة الإجماع، وطبقة التنفيذ، والأدوات الموجهة للمستخدمين قد يسمح للشبكة بالتكيّف بسرعة أكبر مع المخاطر الناشئة، سواء كانت مؤسسية أو كمومية.
ويبدو أن الإيثيريوم يستعد لمرحلة تتطلب موازنة دقيقة بين الابتكار والحفاظ على اللامركزية، خاصة مع ازدياد تأثير المؤسسات وتطور أدوات الاختراق الكمومي.



