منصة X تتحرك قضائيًا ضد شبكة رشاوى وعمليات احتيال بالعملات الرقمية

منصة X، المعروفة سابقًا باسم تويتر، أعلنت عن تحرك قضائي ضد مجموعة من المستخدمين المحظورين الذين حاولوا دفع رشاوى لموظفين بهدف استعادة حساباتهم. وترتبط معظم هذه الحسابات بعمليات احتيال بالعملات الرقمية وأنشطة تلاعب داخل المنصة.

شبكة رشوة عابرة للمنصات

أوضحت الشركة أن هذه الشبكة لم تقتصر على X فقط، بل امتدت إلى منصات اجتماعية أخرى مثل إنستغرام وتيك توك ويوتيوب، إضافة إلى ألعاب مثل ماينكرافت وروبلوكس. كما كشفت المنصة عن ارتباط الشبكة بمنظمات إجرامية أوسع. ومن أبرزها مجموعة “The Com” التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة.

وكان المكتب الفيدرالي الأمريكي قد أصدر تحذيرًا في وقت سابق من هذا العام بشأن هذه المجموعة. وأشار إلى أن أفرادها، ومعظمهم من القاصرين، طوروا أساليب متقدمة لإخفاء هوياتهم، والتلاعب بالمعاملات المالية، وتبييض الأموال على نطاق واسع.

العملات الرقمية أداة مفضلة للجريمة

استخدام العملات الرقمية في مثل هذه الأنشطة لم يأت من فراغ. فهي توفر سرعة كبيرة في التحويل، كما أنها عابرة للحدود الجغرافية، وتسمح بدرجة عالية من إخفاء الهوية. لهذا السبب أصبحت وسيلة مثالية لعقد صفقات سرية مثل الرشاوى أو إعادة تفعيل الحسابات المحظورة، وذلك دون ترك أي أثر رسمي.

وأشار تقرير صادر عن منصة “Chainalysis” للتحليلات إلى أن حجم التعاملات غير المشروعة بالعملات الرقمية خلال عام 2024 بلغ نحو 40.9 مليار دولار. ومع تحديد المزيد من المحافظ الإجرامية قد يتجاوز الرقم الفعلي 51 مليار دولار. ورغم أن هذه المعاملات تمثل نسبة لا تتجاوز 0.14% من إجمالي التعاملات، إلا أن الأرقام تكشف مدى تطور هذه الشبكات. فقد أصبحت تقدم خدمات احترافية مثل “غسيل الأموال عند الطلب”.

تشديد الرقابة داخل X

ذكرت المنصة أنها علقت 5.3 مليون حساب في النصف الأول من عام 2024. ويقارن هذا الرقم بـ 3.9 مليون حساب في النصف الثاني من عام 2023. ويؤكد ذلك تكثيف حملاتها ضد الحسابات الاحتيالية والمحتوى المضلل.

وتاريخ X مع الجرائم الرقمية طويل. ففي عام 2020، عندما كانت المنصة تعمل تحت اسم تويتر، تعرضت حسابات شخصيات وشركات كبرى مثل باراك أوباما وآبل وأوبر وكانييه ويست للاختراق. وجاء ذلك بهدف الترويج لعملية نصب باستخدام بيتكوين. وفي العام الماضي، استهدفت هجمات سيبرانية حسابات بارزة للترويج لعملة رقمية على شبكة سولانا. وكان من بين المتضررين حساب شركة لينوفو في الهند، والمخرج أوليفر ستون، ولاعب كرة القدم نيمار جونيور.

تعاون قضائي وأمني

أكدت الشركة أنها تعمل بشكل وثيق مع الجهات الأمنية والسلطات القضائية لملاحقة المتورطين وتقديمهم للعدالة. وأوضحت أن التصدي لمثل هذه الشبكات يشكل أولوية أساسية، في إطار معركتها المستمرة ضد الاحتيال الرقمي والجريمة المنظمة على منصات التواصل الاجتماعي.