محافظ باردة مزيفة تسلب المستخدمين 13.4 مليون دولار عبر TikTok

شهد مجتمع العملات الرقمية مؤخرًا موجة من القلق، بعد تعرض عدد من المستخدمين للاحتيال إثر شرائهم محافظ باردة مزيفة عبر منصة Douyin، وهي النسخة الصينية من تيك توك. بلغت الخسائر في إحدى الحالات أكثر من 6.5 مليون دولار، في حين سُجلت سرقة أخرى بقيمة 6.9 مليون دولار. هذه الأرقام تعكس تصاعد خطر هذا النوع من الهجمات.
خدعة المحافظ المزيفة ومخاطر الشراء العشوائي
يقوم المحتالون بالترويج لمحافظ باردة مزيفة تبدو وكأنها أصلية. تُعرض هذه المحافظ على أنها “مختومة من المصنع” و”جديدة تمامًا”، مما يُشعر المستخدم بالثقة. لكن الواقع مختلف؛ إذ يتم التلاعب بهذه الأجهزة مسبقًا، حيث تُجهز بمفاتيح خاصة أو عبارات استرداد تتيح للمهاجمين سرقة الأموال فور تحويلها إلى المحفظة.
بعض هذه الأجهزة المقلدة تعتمد على تقنيات معقدة تجعل من الصعب اكتشاف التلاعب فيها. وتُعد منصات التواصل الاجتماعي، مثل تيك توك، من أبرز القنوات التي يُسوّق من خلالها هذا النوع من الأجهزة. وغالبًا ما تُستهدف فئات المستخدمين الجدد أو من يبحثون عن أسعار منخفضة.
على الرغم من أن العروض تبدو مغرية، إلا أن الغالبية العظمى من هذه المحافظ، خصوصًا تلك المعروضة بأسعار منخفضة، تكون مزورة. وأكدت شركة SlowMist المتخصصة في أمن البلوكشين هذه الحقيقة، محذّرة من شراء محافظ باردة من مصادر غير موثوقة.
تعقيد التحقيقات وصمت الجهات الرسمية
تزيد عملية تتبع الأموال المسروقة تعقيدًا بسبب مرورها عبر شبكات غسيل أموال احترافية. ويُعتقد أن لهذه الشبكات ارتباطًا بمجموعة Huiwang الكمبودية، وهي جهة معروفة بإدارة سوق سوداء تعتمد على العملات الرقمية وتعمل عبر تطبيقات مثل تيليغرام.
ورغم ما أُثير من تقارير حول إغلاق بعض قنوات هذه الشبكات، إلا أنها عادت للظهور تحت أسماء جديدة ونطاقات مختلفة. وما يثير القلق هو أن شخصيات بارزة في مجال البلوكشين، بالإضافة إلى الشركات الكبرى، لم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية حول هذه الأحداث. في المقابل، بدأ المستخدمون بتداول التحذيرات وتبادل النصائح فيما بينهم.
دعوات للتوعية والشراء من مصادر موثوقة
يشدد الخبراء على أهمية توخي الحذر عند شراء المحافظ الباردة، وينصحون بعدم التعامل إلا مع مصادر رسمية وموثوقة. المظهر الخارجي الجذاب والتغليف الجيد لا يكفيان كدليل على أصالة المنتج. ومع تطوّر طرق التزوير، أصبح من الصعب التمييز بين الأجهزة الأصلية والمزيفة دون فحص دقيق.
من المهم أيضًا عدم الانخداع بالعروض التي تظهر على منصات التواصل، حتى لو بدت مغرية. فالمخاطر لا تقتصر على خسارة مالية فقط، بل تمتد إلى تعريض البيانات والمعلومات الشخصية للسرقة.
في النهاية
تُبرز هذه الحوادث الحاجة الملحّة إلى رفع وعي المستخدمين، وتعزيز إجراءات الأمان في سوق العملات الرقمية. فمع زيادة الإقبال على الأصول الرقمية، تظهر أشكال جديدة من الاحتيال تتسم بالدهاء والتعقيد.
الحل يبدأ من المستخدم نفسه، ومن التزامه بالتأكد من مصدر كل جهاز قبل الوثوق به. كما يجب أن تترافق هذه الجهود الفردية مع حملات توعية أوسع، وتدابير وقائية تنفذها الجهات المسؤولة في هذا القطاع المتنامي.