مدرسة لوموند البريطانية تقبل دفع الأقساط باستخدام البيتكوين

أعلنت مدرسة لوموند، الواقعة في مدينة هيلينسبيرغ الخلابة في اسكتلندا، أنها ستقبل عملة البيتكوين كوسيلة لدفع الرسوم الدراسية. تبدأ هذه الخطوة اعتبارًا من الفصل الدراسي لخريف عام 2025، ما يعكس تحولًا نوعيًا في طريقة تفاعل المدارس التقليدية مع التقنيات المالية الحديثة.

استجابة للطلب الدولي وتوسيع خيارات الدفع

تستقبل مدرسة لوموند، وهي مدرسة نهارية وداخلية مختلطة، طلابًا تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و18 عامًا. وقد اشتهرت هذه المؤسسة بروحها الريادية ومرونتها في مواكبة التغيرات. جاءت هذه المبادرة كاستجابة مباشرة للطلبات المتزايدة من العائلات الدولية ووكلاء التعليم، الذين يبحثون عن طرق دفع أكثر تنوعًا ومرونة. نتيجة لذلك، قررت المدرسة إدراج البيتكوين ضمن خيارات الدفع المتاحة، لتؤكد التزامها بالتطور والانفتاح على التغيير.

شراكات مالية لضمان المعاملات الآمنة والمنظمة

لضمان تنفيذ المعاملات المالية الرقمية بطريقة آمنة ومتوافقة مع القوانين المحلية، دخلت المدرسة في شراكة استراتيجية مع مزودين معتمدين من هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA). وهذان المزودان هما CoinCorner، وهي خدمة تقدم محفظة رقمية وأصولًا افتراضية، وMusqet، وهي منصة متخصصة في مدفوعات البيتكوين. بفضل هذه الشراكات، يمكن للمدرسة التعامل مع المدفوعات الرقمية بثقة وكفاءة.

إدارة المخاطر والتخطيط لبناء احتياطي رقمي

في المرحلة الأولى، سيتم تحويل جميع المدفوعات التي تتم بالبيتكوين مباشرة إلى الجنيه الإسترليني. يهدف هذا الإجراء إلى تجنب تأثيرات التقلبات السعرية التي تشتهر بها العملات الرقمية. على الرغم من ذلك، صرّحت إدارة المدرسة بأنها تخطط في المستقبل لبناء احتياطي من أصول البيتكوين، في حال توسّع نطاق قبول العملات الرقمية في المملكة المتحدة.

إعلان رسمي من قلب مؤتمر Cheatcode الوطني

أعلنت مديرة المدرسة، كلير تشيشولم، هذا القرار خلال كلمتها في مؤتمر Cheatcode الوطني المتخصص في العملات الرقمية. خلال خطابها، سلطت الضوء على ريادة المدرسة ومكانتها كمؤسسة تعليمية سباقة، وأشارت إلى أن “مدرسة لوموند لطالما رعت مفكرين ومستكشفين ومبدعين منفتحين على العالم”. وأضافت قائلة: “ليس من المستغرب أن يكون مخترع التلفاز، جون لوغي بيرد، أحد خريجينا البارزين.”

تاريخ من الابتكار ومناهج تعليمية عالمية

أكدت تشيشولم أيضًا على محطات بارزة في تاريخ المدرسة، من بينها كونها أول مدرسة داخلية في اسكتلندا تستقبل الذكور والإناث معًا تحت سقف واحد. كما انتقلت المدرسة مؤخرًا من منهج الهيئة الاسكتلندية للمؤهلات (SQA) إلى برنامج البكالوريا الدولية (IB). ويُعتبر هذا البرنامج من أبرز المناهج التعليمية العالمية، ويحظى بتقدير كبير من الجامعات وأرباب العمل على مستوى العالم.

نحو مستقبل مترابط وحديث

من خلال تبني البيتكوين كوسيلة دفع، لا تُظهر مدرسة لوموند فقط انفتاحها على الابتكار المالي، بل تؤكد أيضًا حرصها على إعداد طلابها لعالم متغير وسريع التطور. هذه المبادرة تُمثل تجسيدًا حيًّا لرؤية المدرسة في مواكبة المستجدات—سواء على المستوى التعليمي، أو الثقافي، أو الاقتصادي. وبهذه الخطوة، ترسخ المدرسة موقعها في طليعة المؤسسات التعليمية المتقدمة في المملكة المتحدة.