هل بدأت بالفعل موجة البيع وهبوط عملات عائلة ترامب؟
شهد سوق العملات الرقمية تطورات مثيرة للجدل خلال الأيام الأخيرة، حيث تصدرت عملتا الميم TRUMP وMELANIA المشهد بعد إطلاقهما قبيل تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية. وعلى الرغم من البداية الصاروخية لهاتين العملتين، إلا أن موجة بيع هائلة أدت إلى انهيار قيمتهما السوقية بشكل كبير، مما أثار مخاوف حول مستقبل هذه العملات وتأثيرها على سوق العملات الرقمية.
إطلاق مفاجئ وصعود غير متوقع
بدأت القصة في 18 يناير، قبل يومين من حفل تنصيب ترامب، عندما تم إطلاق عملة TRUMP على شبكة سولانا (Solana). وخلال يوم واحد فقط، ارتفعت قيمة العملة بشكل غير مسبوق، حيث وصلت إلى ذروتها عند 75 دولارًا، مما دفع قيمتها السوقية إلى ما يقارب 15 مليار دولار، بزيادة بلغت 840% من أقل قيمة سجلتها.
في اليوم التالي، تم إطلاق عملة MELANIA المرتبطة بالسيدة الأولى، ميلانيا ترامب. حققت العملة ارتفاعًا كبيرًا لتصل إلى 13.73 دولار، مما عزز الاهتمام بها. ولكن سرعان ما انعكست الأمور، حيث انخفضت قيمة العملتين بنسبة تجاوزت 56% خلال 24 ساعة، لتصل قيمتهما السوقية الإجمالية إلى 10.9 مليار دولار فقط.
تدفقات رأس المال وتأثيرها على العملات الأخرى
أظهرت البيانات أن رأس المال الذي تدفق لدعم عملتي TRUMP وMELANIA جاء على حساب عملات ميم أخرى مثل DOGE وSHIB وPEPE وPOPCAT. فقدت هذه العملات ما يصل إلى 13.5 مليار دولار من قيمتها السوقية مجتمعة. على سبيل المثال:
- انخفضت قيمة POPCAT بنسبة 42%.
- تراجعت SHIB وDOGE بنسبة 15% لكل منهما.
- سجلت PEPE انخفاضًا بنسبة 22%.
خسائر الحيتان والمستثمرين
لم تقتصر الخسائر على المستثمرين الصغار فقط، بل طالت أيضًا “الحيتان” الذين استثمروا مبالغ ضخمة في هذه العملات. على سبيل المثال:
- قام أحد المحافظ الكبيرة بشراء 440,136 من عملة MELANIA بقيمة 5.1 مليون دولار، لكنها الآن تساوي فقط 1.56 مليون دولار، مما تسبب في خسارة قدرها 3.53 مليون دولار.
- محفظة أخرى استثمرت 9.38 مليون دولار في شراء 194,799 وحدة من TRUMP بسعر 48.14 دولار، لكنها باعت بخسارة بلغت 2.55 مليون دولار.
مخاطر العملات المزيفة والتلاعب
مع إطلاق عملتي TRUMP وMELANIA، ظهرت العديد من العملات المزيفة التي حملت أسماء أفراد عائلة ترامب، مثل BARRON وIVANKA. لكن معظم هذه العملات فقدت أكثر من 95% من قيمتها خلال ساعات من إطلاقها.
انتقادات واسعة ودعوات للتنظيم
أثار إطلاق هذه العملات موجة من الانتقادات، حيث اعتبر البعض أن الرئيس ترامب يستخدمها كأداة لجمع الأموال، مما يشكل تضاربًا في المصالح. وعبّر العديد من المؤثرين، مثل “Coffeezilla”، عن مخاوفهم من أن هذه العملات لا تحمل أي قيمة حقيقية وأن قيمتها تعتمد فقط على الطلب.
مستقبل غامض
رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها العديد من المستثمرين، يعتقد بعض المحللين أن عملات الميم ستبقى جزءًا مهمًا من السوق حتى عام 2028 على الأقل. ومع ذلك، تبقى هذه العملات محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل تقلباتها الكبيرة واعتمادها على المضاربة.