فانغارد تصف بيتكوين بالأصل المضاربي بينما تسمح لعملائها بتداوله

في مشهد يعكس التردد المزمن للمؤسسات المالية التقليدية تجاه العملات الرقمية، عادت شركة Vanguard، إحدى أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، لتؤكد موقفها المتحفظ من عملة بيتكوين، رغم اتخاذها خطوة لافتة تمثلت في فتح منصتها أمام تداول صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بالعملات المشفرة.

تصريحات من نيويورك تعيد الجدل إلى الواجهة

وخلال مؤتمر Bloomberg ETFs in Depth الذي استضافته مدينة نيويورك، قدّم جون أمريكس، الرئيس العالمي للاستثمار الكمي في Vanguard، قراءة واضحة لموقف الشركة، معتبرًا أن بيتكوين لا تزال أقرب إلى عنصر قابل للمضاربة أو الاقتناء، أكثر من كونها أداة لبناء الثروة على المدى الطويل. وشبّه أمريكس العملة الرقمية بما يشبه لعبة رقمية رائجة، في إشارة إلى غياب الأسس الاستثمارية التقليدية التي تعتمد عليها المؤسسات الكبرى.

لماذا ترى فانغارد أن بيتكوين لا تلائم الاستثمار طويل الأجل

وأشار المسؤول التنفيذي إلى أن بيتكوين تفتقر إلى عناصر جوهرية مثل التدفقات النقدية، والدخل المنتظم، وآليات النمو التراكمي، وهي ركائز أساسية تقوم عليها فلسفة Vanguard الاستثمارية. كما أعرب عن شكوكه حيال قدرة تقنيات البلوكشين، بصيغتها الحالية، على توليد قيمة اقتصادية مستدامة يمكن قياسها على المدى البعيد.

فتح الوصول إلى صناديق العملات الرقمية رغم التحفظ

ورغم هذا التشكيك الصريح، سمحت Vanguard لعملائها بالوصول إلى صناديق استثمارية متداولة مرتبطة بعدد من العملات الرقمية الكبرى، من بينها بيتكوين، وإيثيريوم، وXRP، وسولانا، واضعة هذه الأدوات ضمن إطار المنتجات الاستثمارية المنظمة، جنبًا إلى جنب مع أصول تقليدية مثل الذهب. وتدير الشركة أصولًا تتجاوز قيمتها 12 تريليون دولار، وتخدم قاعدة عملاء تفوق 50 مليون مستثمر حول العالم.

اقرأ ايضا:  هيئة SEC الأميركية تلمح إلى تعزيز الخصوصية في توكننة الأوراق المالية

اختبار التقلبات والسيولة يبرر القرار من وجهة نظر الشركة

ويعود هذا الانفتاح المحدود، بحسب أمريكس، إلى الأداء الذي أظهرته صناديق بيتكوين الفورية منذ إطلاقها مطلع عام 2024، إذ أثبتت قدرتها على العمل ضمن الأطر التنظيمية، والحفاظ على مستويات سيولة مستقرة حتى خلال فترات التقلبات الحادة في الأسواق. ومع ذلك، شدد على أن دور الشركة يقتصر على إتاحة الوصول إلى هذه الأدوات، دون تقديم أي إرشادات أو توصيات تتعلق بالشراء أو البيع أو اختيار العملات الرقمية.

تراجع جزئي دون إطلاق منتجات خاصة

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تراجع جزئي عن موقف تاريخي اتسم بالرفض التام للعملات المشفرة، غير أن Vanguard أكدت في الوقت ذاته أنها لا تعتزم إطلاق صناديق ETF خاصة بها تركز على الأصول الرقمية، في وقت أصبحت فيه صناديق بيتكوين مصدرًا رئيسيًا للإيرادات لدى شركات منافسة مثل BlackRock.

هل يمكن أن تتغير النظرة في ظروف استثنائية

وفي ختام حديثه، أقر أمريكس بإمكانية أن تُظهر بيتكوين قيمة وظيفية تتجاوز الطابع المضاربي في ظروف استثنائية، مثل فترات التضخم المرتفع أو الاضطرابات السياسية، إلا أنه شدد على أن قصر التاريخ السعري للعملة لا يسمح حتى الآن ببناء تصور استثماري متين يمكن الاعتماد عليه، معتبرًا أن الأدلة المتاحة لا تزال غير كافية لتغيير النظرة الأساسية للشركة تجاه هذا الأصل الرقمي.

Abdulkader

مدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى