انخفاض استحواذ البيتكوين يفتح الباب لصعود العملات البديلة

يشهد سوق العملات الرقمية حراكًا لافتًا بعد أن تراجع استحواذ البيتكوين إلى 60.3% من إجمالي القيمة السوقية، بحسب بيانات CoinMarketCap. هذا التراجع ترافق مع صعود متزايد لحصة العملات البديلة، وعلى رأسها إيثيريوم التي باتت تستحوذ على 11.5% من السوق، فيما يُتداول البيتكوين بسعر 117970 دولارًا، مقابل 3700 دولار للإيثيريوم.

ويعكس هذا التحول تغيّرًا واضحًا في مزاج المستثمرين، إذ بدأ كثيرون بتحويل اهتمامهم من البيتكوين إلى مشاريع رقمية أخرى، بحثًا عن فرص نمو أكبر، لا سيما في العملات التي تنتمي إلى الفئة المتوسطة والصغيرة. وتشير البيانات إلى عودة ملحوظة للاهتمام بما يُعرف بـ”العملات الديناصورية” مثل إيثيريوم كلاسيك وبيتكوين كاش ودوجكوين، التي استعادت نشاطها في التداول بعد فترة من الركود.

البيتكوين في مفترق طرق: دعم من الأسواق التقليدية وضغوط داخلية

ورغم أن الاتجاه العام للبيتكوين ما يزال صاعدًا، فإن بعض المحللين يحذرون من بوادر قرب انتهاء الدورة الصاعدة. ويشير المحلل جيسون بيزّينو إلى أن ضعف أداء الدولار الأمريكي، وصعود مؤشر S&P 500 نحو مستويات تاريخية، يشكلان بيئة محفزة مؤقتة للبيتكوين، لكنها أيضًا تشجع المستثمرين على التوجه نحو أصول بديلة ذات عوائد أعلى.

وفي الوقت نفسه، توضح البيانات أن الجزء الأكبر من المعروض الحالي للبيتكوين لا يزال يُتداول في حالة ربح، مما يعكس توازنًا هشًّا بين الشراء والتصريف، ضمن مرحلة تُعرف باكتشاف السعر.

موسم العملات البديلة: إشارات متزايدة على انطلاقة وشيكة

بلغ مؤشر “موسم العملات البديلة” (Altcoin Season Index) مستوى 75، وهو من أعلى مستوياته المسجلة تاريخيًا، ما يشير إلى أن السوق قد يكون على أعتاب صعود قوي للعملات غير البيتكوين. وتدعم هذا الاتجاه أيضًا زيادة استحواذ فئة “Others” إلى قرابة 28%، مما يُبرز تزايد تنوع توزيع السيولة بين المشاريع.

ويُعزى هذا الزخم إلى عدة عوامل، أبرزها الترقية المرتقبة لشبكة إيثيريوم، وزيادة اهتمام المؤسسات بتقنيات توكين الأصول الواقعية (RWA)، بالإضافة إلى ترقب موافقة محتملة على صناديق ETF الخاصة بالإيثيريوم.

تحذيرات من الاعتماد الزائد على الرافعة المالية

في الجهة المقابلة، يثير اعتماد بعض الشركات على البيتكوين كأصل احتياطي مدعوم بالرافعة المالية مخاوف متزايدة. ويؤكد خبراء أن هذه الممارسات، على الرغم من تأثيرها الإيجابي قصير الأجل على الأسعار، قد تُضخّم آثار أي تصحيحات مفاجئة في السوق.

إلى أين تتجه السوق؟

رغم تراجع السعر من القمة التاريخية عند 123 ألف دولار، فإن هذا الانخفاض لا يُعد دلالة مؤكدة على انتهاء الموجة الصاعدة. ويجمع عدد من المحللين على أن السوق يمر بمرحلة محورية قد تمهد لتحركات قوية قادمة، سواء لصالح البيتكوين أو لصالح العملات البديلة.

الخلاصة

تشير المعطيات الحالية إلى أن سوق العملات الرقمية يدخل مرحلة توازن جديدة بين البيتكوين والعملات الأخرى. وبينما يحافظ البيتكوين على موقعه الريادي، يتزايد التركيز على مشاريع بديلة تحمل فرص نمو واعدة. وفي ظل هذه المؤشرات المتضاربة والتقلبات المحتملة، يبقى من الضروري تبني استراتيجيات استثمارية حذرة قائمة على متابعة دقيقة لحركة السوق وتغيراته المستمرة.