بنك JPMorgan Chase يبحث تسجيل علامة تجارية لعملة رقمية جديدة JPMD

تخطو شركة جي بي مورجان تشيس JPMorgan Chase، إحدى أكبر المؤسسات المصرفية في العالم، خطوة استراتيجية نحو عالم الأصول الرقمية. فقد سجلت مؤخرًا علامة تجارية جديدة باسم “JPMD”، وهي خطوة تشير بوضوح إلى نية البنك تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات المرتبطة بالعملات المشفرة، ضمن إطار قانوني موثوق يحمل علامته التجارية.
تسجيل العلامة التجارية JPMD
في 16 يونيو، تقدم البنك بطلب رسمي لتسجيل العلامة التجارية لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USPTO). وقد تم قبول الطلب مبدئيًا لاستيفائه الشروط الأساسية، وهو حاليًا في انتظار تعيين فاحص مختص للمراجعة الشاملة. هذا الطلب يكشف عن نية البنك لتطوير منصة رقمية تقدم خدمات متكاملة، تشمل التداول، التبادل، التحويل، معالجة المدفوعات، بل وحتى إصدار الأصول الرقمية.
تُظهر تفاصيل الطلب أن JPMD تهدف إلى تقديم خدمات مثل تداول الأصول الرقمية، والتحويل الإلكتروني للأموال، والتبادل الفوري للرموز، وحفظ الأصول الرقمية، بالإضافة إلى خدمات الوساطة المالية. كما يشمل النطاق معاملات مالية آمنة عبر الإنترنت، ترتبط بالعملات الرقمية وتكنولوجيا البلوكشين.
رؤية شاملة لخدمات التشفير
يأتي هذا التوجه في سياق خطط سابقة للبنك، إذ سبق له إطلاق “JPM Coin”، وهي عملة رقمية تعتمد على تقنية البلوكشين وتُستخدم داخل المؤسسات. أما الآن، فإن مشروع JPMD يشير إلى نية التوسع نحو جمهور أوسع، وربما نحو خدمات موجهة للأفراد أو منصات عامة.
وتُظهر صيغة الطلب أن JPMD قد يشمل خدمات تتعلق بالعملات الافتراضية، والرموز الخاصة بالتطبيقات اللامركزية، والرموز المستخدمة في المدفوعات، إضافة إلى البنية التحتية للعملات الرقمية المستقرة. كل ذلك يتماشى مع توجه البنك نحو التوكننة، وتطوير أدوات مالية رقمية تراعي التشريعات المتوقعة.
تطورات في مجال البلوكشين من خلال Kinexys
في إطار توجهه نحو الابتكار، نفذ قسم البلوكشين في البنك، المعروف باسم Kinexys Digital Payments، اختبارات ناجحة لتسويات مالية عبر شبكات متعددة (DvP). وقد تم ذلك بالتعاون مع شركات مثل Ondo Finance وChainlink. ورغم أن Kinexys كان يعمل في السابق ضمن شبكة بلوكشين مغلقة، فإن دخوله في تجارب مع شبكات عامة يعكس تحولًا تدريجيًا نحو دمج أوسع مع أنظمة التشفير العالمية.
وتُعد هذه الاختبارات دليلاً على التزام البنك بالابتكار من خلال دمج التمويل التقليدي بالأنظمة اللامركزية، مما يعزز مكانته كمؤسسة مالية سبّاقة في هذا المجال.
السياق التنظيمي وطموحات الاستيبلكوين
تتزامن هذه الخطوات مع تطورات تنظيمية مهمة في الولايات المتحدة. فقد أحرز مشروع قانون “GENIUS” تقدمًا ملحوظًا، وهو قانون يسعى إلى وضع إطار قانوني واضح للاستيبلكوين الصادر عن مؤسسات مالية مرخصة. القانون اجتاز لجنة البنوك بمجلس الشيوخ، ويُتوقع التصويت النهائي عليه قريبًا.
وفي هذا السياق، تتحضر مؤسسات مالية كبرى، وعلى رأسها جي بي مورجان، لدخول سوق الاستيبلكوين من خلال مشاريع متوافقة مع الأطر التنظيمية المنتظرة. وتشير تقارير إلى تعاون مرتقب بين البنك وبنوك أمريكية أخرى مثل Bank of America وCitigroup وWells Fargo لإطلاق عملة مستقرة مشتركة. هذه الخطوة تستند إلى ما تتمتع به هذه البنوك من ثقة في السوق والتزام بالتنظيمات.
علاوة على ذلك، يفكر البنك في قبول صناديق ETF المرتبطة بالعملات المشفرة، مثل صندوق iShares Bitcoin Trust من BlackRock، كضمانات للقروض. هذا التوجه يعكس رغبة البنك في الدمج بين أدوات التمويل التقليدي وأدوات التمويل الرقمي.
المنافسة والمستقبل
يأتي تحرك جي بي مورجان في ظل سباق متزايد من قبل شركات كبرى مثل Ripple وAmazon وWalmart، نحو الدخول إلى عالم العملات الرقمية والاستيبلكوين. فشركة Ripple قد استأنفت إصدار عملتها المستقرة RLUSD، بينما تشير التقارير إلى أن Amazon وWalmart تدرسان تطوير رموز رقمية مرتبطة بالدولار.
أمام هذه التطورات، يبدو أن جي بي مورجان يسعى من خلال تسجيل العلامة JPMD إلى تأمين حقوقه الفكرية والاستعداد للمنافسة، عبر منصة آمنة ومتوافقة قانونيًا. وإذا حصلت JPMD على الموافقة، فمن المتوقع أن تشكل ركيزة أساسية لمنظومة مالية رقمية متكاملة تتيح التداول والحفظ والمعاملات، تحت مظلة اسم مصرفي عريق وموثوق.