إدراج Coinbase في S&P 500 يسلّط الضوء على مكانتها في السوق رغم التحديات

انضمت شركة كوينبيس رسميًا إلى مؤشر S&P 500. ويُعد هذا الإنجاز علامة فارقة في مسيرتها، وذلك على الرغم من التحديات الأمنية والتنظيمية التي واجهتها خلال الأسبوع نفسه.
أداء متقلب لشركة كوينبيس وسط اختراق وتحقيق تنظيمي
جاء هذا التطور بالتزامن مع إعلان كوينبيس عن تعرضها لهجوم سيبراني ضخم. وتجاوزت خسائر هذا الاختراق 400 مليون دولار، ليصبح من أكبر الحوادث في تاريخ الشركة. وأفادت كوينبيس بأن أحد المتعاقدين الخارجيين، وهو موظف يعمل خارج الولايات المتحدة، تورط في هذا الهجوم بعد أن تلقى رشوة مقابل تسريب بيانات العملاء.
وفي مقطع فيديو نشر عبر الإنترنت، أوضح الرئيس التنفيذي براين أرمسترونغ أن المهاجمين تمكنوا من الوصول إلى معلومات حساسة. شملت هذه البيانات أسماء العملاء، وعناوينهم، وأجزاء من معلوماتهم المصرفية، إضافة إلى وثائق الهوية. ورغم خطورة الحادث، أكد أرمسترونغ أن أقل من 1% من المستخدمين تأثروا بشكل مباشر.
ووفقًا لتفاصيل إضافية، حاول القراصنة ابتزاز الشركة بطلب 20 مليون دولار مقابل عدم نشر البيانات المسروقة. لكن كوينبيس رفضت الدفع، وأعلنت لاحقًا عن مكافأة مالية قدرها 20 مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى كشف هوية المسؤولين عن الهجوم.
تحقيق مستمر من هيئة الأوراق المالية الأمريكية
على جانب آخر، تواجه كوينبيس تحقيقًا تنظيميًا مستمرًا من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). ويتمحور هذا التحقيق حول عدد المستخدمين الحقيقيين للمنصة. وبحسب ما ورد في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فقد بدأ التحقيق خلال العام الماضي، ولا يزال مستمرًا حتى الآن. وذلك بالرغم من أن الهيئة قد أسقطت دعوى قضائية سابقة ضد الشركة.
ويُذكر أن كوينبيس كانت قد ذكرت في نشرة طرحها العام في عام 2021 أنها تمتلك أكثر من 100 مليون مستخدم موثوق. غير أن هذا التعبير لم يعد يظهر في موادها التسويقية اعتبارًا من عام 2023، ما أثار تساؤلات حول دقة هذه الأرقام.
صعود ملحوظ في سعر السهم رغم الضغوط
رغم تلك التحديات، استطاعت كوينبيس أن تنهي الأسبوع بمكاسب واضحة. فقد ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 18% مقارنة بالأسبوع السابق، ليصل إلى 266.78 دولار. ويعود هذا الأداء الإيجابي بشكل جزئي إلى انضمام كوينبيس إلى مؤشر S&P 500، وهو ما يُعد بمثابة اعتراف من الأسواق المالية التقليدية بأهمية دورها في صناعة العملات الرقمية.
إدراج eToro وGalaxy Digital في ناسداك يعكس توسع الصناعة
في موازاة تطورات كوينبيس، شهد مؤشر ناسداك هذا الأسبوع إدراج شركتين من أبرز الفاعلين في قطاع الأصول الرقمية، وهما eToro وGalaxy Digital. وتم إدراجهما تحت الرمزين ETOR وGLXY على التوالي.
مسارات متباينة نحو الأسواق الأمريكية
الطريق الذي سلكته كل من الشركتين للوصول إلى السوق الأمريكية كان مختلفًا تمامًا. فقد كانت Galaxy Digital مدرجة منذ عام 2018 في بورصة تورونتو، الأمر الذي منحها سجلًا ماليًا غنيًا ومعلنًا. وبعد إدراجها في ناسداك، أشار الرئيس التنفيذي مايك نوفوغراتز خلال مقابلة مع CNBC إلى صعوبة عملية نقل المقر إلى الولايات المتحدة. وعبّر عن إحباطه، واصفًا التجربة بأنها “غير عادلة ومحبطة وغير أمريكية”.
أما eToro، فقد كانت لها تجربة غير ناجحة في عام 2021 عندما حاولت الإدراج عبر صفقة SPAC. ورغم قلة التفاصيل المتوفرة عن الطرح الأخير، كشفت تقارير من موقع Calcalist الإسرائيلي أن الجولة الأخيرة للاكتتاب جرى إغلاقها بسرعة. وجاء هذا بعد أن تمت تغطية الطلبات بعشرة أضعاف، مما يشير إلى إقبال قوي من المستثمرين.
في الختام
تكشف هذه التطورات عن مدى التفاعل المتزايد بين قطاع الأصول الرقمية والأسواق المالية التقليدية. وبينما تسعى كوينبيس لتعزيز موقعها في السوق رغم التحديات الأمنية والتنظيمية، تستمر شركات مثل eToro وGalaxy Digital في توسيع حضورها العالمي. ومع ازدياد التداخل بين الأنظمة المالية التقليدية والمنصات الرقمية، يبرز إدراج كوينبيس في S&P 500 كعلامة على الاعتراف المؤسسي المتزايد بصناعة العملات الرقمية.