شركة تيسلا تكشف عن تمسكها بحيازات البيتكوين في الربع الأول من 2025
رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها تسلا في نتائجها المالية للربع الأول من عام 2025، فإن الشركة أظهرت توازنًا لافتًا. فقد جمعت بين ثباتها في سوق العملات الرقمية والتقلبات التي أثرت في قطاع السيارات الكهربائية.
نتائج مالية مخيبة وتراجع في قطاع السيارات
شهد الربع الأول نتائج مالية دون المستوى المتوقع. فقد بلغ الربح المعدل للسهم 0.27 دولار، بينما كانت التوقعات تتراوح بين 0.41 و0.42 دولار. كما انخفضت الإيرادات بنسبة 9% على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 19 مليار دولار مقارنة بتوقعات بلغت 21 مليارًا. وقد تأثر قطاع السيارات بشكل كبير، حيث تراجعت إيراداته بنسبة 20% نتيجة انخفاض عمليات التسليم وتخفيض الأسعار.
علاوة على ذلك، انخفضت عمليات تسليم المركبات بنسبة 13% مقارنة بالربع الأول من عام 2024. كما تراجع الإنتاج بنسبة 16%، وذلك بسبب تحديث خطوط إنتاج طراز Model Y. هذه العوامل مجتمعة ساهمت في الضغط على الأداء التشغيلي للشركة.
نمو ملحوظ في قطاع الطاقة يوازن الأداء العام
على الجانب الآخر، حقق قطاع الطاقة في تسلا أداءً قويًا. فقد ارتفعت الإيرادات في هذا القطاع بنسبة 67% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ومن الجدير بالذكر أن إيرادات أرصدة التنظيمات البيئية سجلت ارتفاعًا أيضًا، إذ بلغت 595 مليون دولار بعد أن كانت 432 مليون دولار. وقد ساهم هذا النمو في تقليل التأثير السلبي الناجم عن تراجع قطاع السيارات.
استقرار استثمارات البيتكوين يدعم الثقة المالية
من أبرز ملامح الربع الأول استمرار تسلا في الحفاظ على استثماراتها في البيتكوين دون تغيير. فقد امتلكت الشركة 11,509 وحدة بيتكوين خلال هذه الفترة، دون تنفيذ أي عمليات بيع أو شراء. هذا الثبات يعكس التزامًا واضحًا باستراتيجية استثمار طويلة الأجل في سوق العملات الرقمية.
في نهاية الربع، قُدّرت قيمة محفظة البيتكوين لدى تسلا بنحو 951 مليون دولار. وكانت هذه القيمة قد انخفضت من 1.076 مليار دولار في الربع السابق، نتيجة لانخفاض سعر البيتكوين بنسبة قاربت 12%. ولكن، مع انتعاش السوق لاحقًا، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 6% ليصل إلى 93,000 دولار، مما ساهم في رفع القيمة السوقية لمقتنيات تسلا إلى ما يزيد عن مليار دولار مجددًا.
ويُشار إلى أن مجلس معايير المحاسبة المالية (FASB) قد أدخل مؤخرًا قاعدة جديدة. تقضي هذه القاعدة بضرورة تقييم الأصول الرقمية وفقًا للقيمة السوقية في كل ربع مالي، ما أضفى مزيدًا من الشفافية على تقارير الشركات، ومنها تسلا.
تحوّل إداري لافت وتأثير إيجابي في السوق
خلال مكالمة الأرباح، أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك عن تقليص مشاركته في وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE) التابعة للبيت الأبيض. وقد اتخذ هذا القرار من أجل تكريس المزيد من الوقت والجهد لتسلا. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب جدل سياسي واسع وموجة احتجاجات ومقاطعات بسبب دوره ضمن إدارة ترامب.
ورحبت الأسواق بإعلان ماسك، إذ ارتفعت أسهم تسلا بنحو 5% في تداولات ما بعد الإغلاق. ويُذكر أن أسهم الشركة كانت قد تراجعت بنسبة 41% منذ بداية العام، ما يجعل هذه القفزة إشارة إيجابية على ثقة المستثمرين بتحول الأولويات الإدارية.
خلاصة
تُظهر نتائج تسلا للربع الأول من عام 2025 مزيجًا من التحديات والفرص. فعلى الرغم من الضغوط التي يعاني منها قطاع السيارات، تواصل الشركة تسجيل نمو واضح في قطاع الطاقة. كما أنها تحافظ على نهج استثماري ثابت في العملات الرقمية، مما يعزز موقعها المالي. ومع تركيز إيلون ماسك المتجدد على أعمال الشركة، قد تكون تسلا في طريقها نحو استقرار أكبر ونمو مستدام في المستقبل القريب.
