البيت الأبيض يستعد لاستضافة أول قمة للعملات الرقمية بقيادة ترامب

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستضافة أول قمة للعملات الرقمية في البيت الأبيض، في حدث غير مسبوق يهدف إلى وضع إطار تنظيمي واضح وتعزيز الابتكار الاقتصادي في قطاع الأصول الرقمية. سيجمع هذا الحدث كبار المؤسسين والمديرين التنفيذيين والمستثمرين في مجال العملات الرقمية، بالإضافة إلى أعضاء مجموعة العمل الرئاسية للأصول الرقمية، التي يرأسها ديفيد ساكس، مستشار البيت الأبيض لشؤون الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية.

أجندة القمة وأهدافها

تهدف القمة إلى مناقشة مستقبل تنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة، خاصة بعد توقيع ترامب على الأمر التنفيذي 14178 خلال أول أسبوع له في منصبه، والذي يحدد رؤية إدارته للنمو المسؤول للأصول الرقمية عبر جميع القطاعات الاقتصادية. كما وجه هذا الأمر التنفيذي الوكالات الفيدرالية إلى إعطاء الأولوية لسياسات تشجع تبني العملات الرقمية، مع التركيز على مكافحة الاحتيال وغسيل الأموال.

وصرح ديفيد ساكس أن إدارة ترامب تسعى إلى وضع حد لفترة من الارتباك التنظيمي والقيود الصارمة التي فرضتها الإدارة السابقة على شركات العملات الرقمية. وأوضح أن الأولوية الرئيسية للصناعة هي الحصول على وضوح تنظيمي يسمح للمستثمرين والشركات بالعمل وفق قواعد واضحة، دون التعرض للملاحقات القضائية غير العادلة.

موقف ترامب وإدارته من الأصول الرقمية

لطالما انتقدت إدارة ترامب النهج التنظيمي الصارم الذي تبنته الإدارة السابقة بقيادة الرئيس جو بايدن، والذي أدى إلى تشديد الملاحقات القضائية على الشركات العاملة في القطاع. وشدد ترامب في تصريحاته على أنه يسعى ليكون “أول رئيس مؤيد للعملات الرقمية في أمريكا”، مما يجعله في تناقض مباشر مع ما وصفه بـ “الحرب على الأصول الرقمية” التي شنتها الإدارة السابقة.

وإلى جانب تطوير إطار تنظيمي واضح، تبحث إدارة ترامب إمكانية إنشاء احتياطي وطني للعملات الرقمية، بالإضافة إلى وضع لوائح تنظم العملات المستقرة (Stablecoins). ومن بين القرارات الرئيسية التي أعلن عنها، إلغاء الأمر التنفيذي الصادر عن بايدن والذي كان يسعى إلى تطوير عملة رقمية للبنك المركزي الأمريكي (CBDC).

دعم سياسي واسع للقمة

يحظى هذا التوجه الجديد بدعم واسع من قادة الكونغرس مثل السيناتور تيم سكوت، الذي أكد أن “العصر الذهبي للأصول الرقمية قد بدأ بالفعل”، مضيفًا أنه سيعمل جنبًا إلى جنب مع مجلسي النواب والشيوخ لضمان سن تشريعات تدعم الابتكار في القطاع.

كما صرح بو هاينز، المدير التنفيذي لمجموعة العمل على الأصول الرقمية، أن هذا الحدث “يمثل نقطة تحول في سياسة الولايات المتحدة تجاه العملات الرقمية”، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة تعتزم تمكين الشركات والمستثمرين من العمل في بيئة واضحة وعادلة.

ردود فعل القطاع المالي

من جانبها، رحبت سارة جينينغز، الرئيسة التنفيذية لشركة CryptoPulse المتخصصة في تحليلات البلوكشين، بهذه الخطوة، مؤكدة أن هذه القمة قد تكون “محطة تغيير حقيقية للصناعة إذا تمكنت الإدارة من تنفيذ وعودها بتوفير وضوح تنظيمي”. وأوضحت أن الشركات والمستثمرين بحاجة إلى بيئة تنظيمية مستقرة تتيح لهم التخطيط على المدى الطويل.

خاتمة

تعكس هذه القمة تحولًا كبيرًا في نهج الحكومة الأمريكية تجاه العملات الرقمية، حيث تسعى إدارة ترامب إلى تحويل الولايات المتحدة إلى رائدة عالمية في هذا القطاع بدلاً من السماح للدول الأخرى بأخذ زمام المبادرة. ومع استمرار الجدل حول كيفية موازنة الابتكار مع التنظيم، ستحدد نتائج هذه القمة ملامح المشهد المستقبلي للعملات الرقمية في الولايات المتحدة.