استمرار صعود هيمنة البيتكوين وسط تراجع العملات البديلة

سجلت هيمنة البيتكوين على سوق العملات الرقمية ارتفاعًا جديدًا، متجاوزة 61%، على الرغم من التصحيح السعري الأخير. يعكس هذا التحول توجه المستثمرين نحو البيتكوين كملاذ آمن، مدفوعًا بعدة عوامل اقتصادية، أبرزها تقرير التوظيف القوي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى السياسة النقدية المتشددة التي يتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

تأثير الاقتصاد والسياسات النقدية على اتجاهات السوق

أدى الأداء القوي لسوق العمل الأمريكي إلى تعديل توقعات المستثمرين بشأن قرارات الفيدرالي. فعندما تكون البيانات الاقتصادية إيجابية، تزيد احتمالية استمرار معدلات الفائدة المرتفعة أو تأجيل أي تخفيضات متوقعة. يؤثر هذا بشكل مباشر على السيولة في الأسواق المالية، مما يجعل الأصول الرقمية البديلة أقل جاذبية مقارنة بالبيتكوين، الذي يُعتبر خيارًا أكثر استقرارًا في مثل هذه الأوضاع الاقتصادية.

تقلّب العملات البديلة بعد الانتخابات الأمريكية

شهدت العملات البديلة انتعاشًا مؤقتًا عقب الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، ما أدى إلى تراجع هيمنة البيتكوين إلى 53.9% بحلول 9 ديسمبر. ومع ذلك، لم يستمر هذا الاتجاه طويلًا، إذ استعادت البيتكوين هيمنتها تدريجيًا. تزامن ذلك مع انخفاض إجمالي القيمة السوقية للعملات الرقمية من 3.8 تريليون دولار في ديسمبر إلى حوالي 2.9 تريليون دولار بحلول مارس، مما يعكس تراجعًا في السيولة بقيمة 900 مليار دولار.

أداء البيتكوين مقارنة بالعملات البديلة

رغم انخفاض السيولة، أظهر البيتكوين استقرارًا نسبيًا مقارنة بالعملات البديلة. فقد تراجع بنسبة 24% من أعلى مستوى له عند 109,000 دولار في يناير، بينما شهدت إيثريوم (ETH) انخفاضًا إلى 1,895 دولارًا، وسجلت سولانا (SOL) تراجعًا بنسبة 39% خلال الفترة نفسها. يعكس هذا التباين في الأداء قدرة البيتكوين على الصمود في وجه التقلبات، مما يجعله خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار.

مستقبل البيتكوين في ظل التوجهات الاقتصادية

تشير تحليلات “Matrixport” إلى أن البيتكوين قد يواجه صعوبة في تحقيق ارتفاعات سعرية كبيرة على المدى القريب، بسبب تأثير السياسات النقدية المتشددة التي تحد من تدفق السيولة. وبناءً على ذلك، يتوقع المحللون أن تكون أي مكاسب مستقبلية تدريجية وتتطلب صبرًا من المستثمرين. ومع ذلك، فإن استمرار البحث عن الأصول المستقرة قد يسهم في تعزيز تفوق البيتكوين في السوق.

خلاصة

يعكس صعود هيمنة البيتكوين، مقابل تراجع العملات البديلة، تفضيل المستثمرين للأصول الأكثر استقرارًا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. وعلى الرغم من أن العملات البديلة وفرت فرصًا لتحقيق أرباح خلال فترات معينة، فإن استمرار السياسات النقدية المتشددة قد يؤخر تسجيل أي ارتفاعات جديدة في سعر البيتكوين. في ظل هذه الظروف، يبقى البيتكوين الخيار الأساسي للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار وسط تقلبات السوق.