هونغ كونغ تدخل سباق إنشاء احتياطي بيتكوين استراتيجي وسط المنافسة العالمية

في ظل التحولات الكبيرة في مشهد العملات الرقمية، تواصل هونغ كونغ جهودها لترسيخ مكانتها كمركز مالي عالمي للعملات المشفرة. يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد الجهود الأمريكية لتعزيز وجودها في هذا المجال. وأكد المشرّع جوني نغ كيت تشونغ أهمية تسريع تبني البيتكوين كأصل احتياطي استراتيجي، مشيراً إلى أن هونغ كونغ بدأت بالفعل بتنفيذ إجراءات مماثلة، مما يسهل اعتماد مثل هذه السياسات.

جهود هونغ كونغ في التنافس الرقمي العالمي

تؤدي العملات الرقمية دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي، مما يدفع هونغ كونغ إلى الإسراع في تطوير هذا المجال. لذا، شدد نغ على ضرورة تكثيف الأبحاث حول الاحتياطي الاستراتيجي من البيتكوين، مؤكداً أن أي تأخير قد يضعف قدرة هونغ كونغ على المنافسة، خاصة مع التحركات السريعة التي تشهدها الولايات المتحدة ودول أخرى.

على الرغم من القيود التي تفرضها الحكومة المركزية في الصين على تداول العملات الرقمية، تتيح سياسة “بلد واحد، نظامان” لهونغ كونغ إمكانية تطوير سوقها الرقمي بشكل مستقل. وقد سمح ذلك بإطلاق صناديق تداول البيتكوين والإيثيريوم في أبريل 2024، لكن نتائجها لم تكن على مستوى التوقعات، نظراً لعدم قدرة المستثمرين الصينيين على المشاركة.

التطورات التنظيمية ومستقبل الأصول الرقمية في هونغ كونغ

يستمر توسع اللوائح التنظيمية للعملات الرقمية في هونغ كونغ. ومن بين الخطوات المهمة التي اتخذتها السلطات، إنشاء “فرقة تطوير الإنترنت من الجيل الثالث”، والتي تتشابه مع فرق العمل التي أطلقتها الإدارة الأمريكية. علاوة على ذلك، أطلق المجلس التشريعي في هونغ كونغ لجنة فرعية تُعنى بتطوير الأصول الرقمية، مما يعكس التوجه المتزايد لدعم تقنيات الويب 3 والعملات المشفرة.

في هذا الإطار، تخضع تشريعات العملات المستقرة حالياً للمراجعة والتقييم عبر بيئة الاختبار التنظيمية (Sandbox). وتهدف هذه الخطوة إلى تحقيق استقرار أكبر لهذه الفئة من الأصول الرقمية، وهو نهج مشابه لما يجري في الولايات المتحدة.

خطوات رئيسية لتعزيز تنافسية هونغ كونغ في 2025

للحفاظ على موقعها الريادي، قدم نغ مجموعة من التوصيات التي ينبغي تنفيذها خلال العام الحالي:

• تعزيز البحث حول الاحتياطي الاستراتيجي من البيتكوين لضمان الاستقرار المالي.
• السماح لشركات العملات المستقرة بإطلاق خدماتها بعد اجتياز الاختبارات التنظيمية.
• توسيع استخدام العملات المستقرة في التجارة الدولية عبر تعزيز التعاون مع المدن الكبرى في منطقة الخليج الكبرى (GBA).
• تخفيف القيود المفروضة على منصات تداول الأصول الرقمية لدعم نمو القطاع.
• إنشاء مكتب متخصص للأصول الرقمية للإشراف على تطوير الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.

تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مجال العملات الرقمية

في إطار تعزيز العلاقات الدولية، أكد نغ عزمه على حضور قمة البيتكوين الأمريكية المرتقبة في مايو المقبل. ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاركة في توثيق التعاون بين قطاع العملات الرقمية في هونغ كونغ ونظيره في الولايات المتحدة.

التوجهات الأمريكية وتأثيرها على هونغ كونغ

في الولايات المتحدة، كشف ديفيد ساكس، المسؤول الجديد عن تنظيم العملات الرقمية، عن نية بلاده إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين، وهو ما يعزز المنافسة الدولية في هذا المجال. وأشار إلى أن تطوير العملات الرقمية أصبح من الأولويات في السياسة الأمريكية، خاصة مع تولي الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترامب السلطة.

إضافة إلى ذلك، تخضع تشريعات العملات المستقرة للمراجعة، حيث تهدف هذه الجهود إلى تعزيز مكانة الدولار الأمريكي في الاقتصاد الرقمي. وتراقب هونغ كونغ هذه التطورات عن كثب، سعياً إلى وضع استراتيجيات تنافسية تتماشى مع التغيرات العالمية.

الخاتمة

مع استمرار المنافسة العالمية على قيادة قطاع العملات الرقمية، تتحرك هونغ كونغ بسرعة لتعزيز موقعها في هذا المجال. وبالنظر إلى التطورات التنظيمية في كل من الولايات المتحدة وهونغ كونغ، يبقى التحدي الأكبر هو قدرة هونغ كونغ على الاستفادة من هذه الفرصة وتسريع وتيرة نموها، بدلاً من البقاء في موقع المتابع لما يحدث على الساحة الدولية.