سولانا ستقاوم الحوسبة الكمية: مطورو سولانا يطلقون خزينة Winternitz

في تطور جديد ومهم، أطلقت سولانا تقنية جديدة تُعرف بـ”خزينة وينترنيتز Winternitz الكمية” لتأمين أصول مستخدميها من تهديدات الحوسبة الكمية المستقبلية. تعتمد هذه التقنية على توقيعات مبنية على التجزئة تُنشئ مفاتيح جديدة لكل معاملة، مما يعزز أمان الشبكة بشكل كبير. لكن، لماذا تعتبر هذه الخطوة ذات أهمية بالغة؟

كيف تعمل “خزينة وينترنيتز Winternitz”؟

يعتمد النظام على توليد 32 قيمة مفتاحية خاصة، يتم تجزئتها 256 مرة لإنشاء مفتاح عام. بدلاً من تخزين المفتاح العام بالكامل، يُحتفظ بتجزئة له فقط. وعند إجراء أي معاملة، تُغلق الخزينة الحالية وتُفتح خزينة جديدة بمفاتيح جديدة، مما يقلل من احتمالية استغلال المفاتيح السابقة.

أوضح المطور دين ليتل، الذي طور هذه التقنية، أن النظام يعتمد على بروتوكول التوقيعات الأحادية لوينترنيتز. وقال ليتل: “لا يمكن فك التجزئة للخلف، لكن يمكن التجزئة للأمام، مما يجعل التوقيع عرضة للاستغلال بنسبة 50% في المعاملات المستقبلية. لذلك، يُعاد توليد المفاتيح بعد كل استخدام”.

الحوسبة الكمية: التهديد والتطور

في عام 2019، أعلنت جوجل عن تحقيق ما يُعرف بـ”التفوق الكمي”، حيث تمكنت حواسيبها من إجراء حسابات تستغرق 10,000 عام على الحواسيب التقليدية خلال 200 ثانية فقط. أثار هذا الإعلان جدلاً واسعًا حول تأثير الحوسبة الكمية على التشفير.

ورغم أن باحثي جامعة كورنيل أشاروا إلى أن كسر مفتاح تشفير منحني بيضاوي (160-bit) يتطلب حاسوبًا كميًا يحتوي على 1,000 كيوبت، وهو ما لم يتحقق بعد، فإن مطوري البلوكشين لا ينتظرون هذا التهديد ليأخذ خطوات استباقية.

اقرأ ايضا:  مايكل سايلور مستعد لتقديم المشورة لترامب حول سياسة العملات الرقمية

أهمية هذه الخطوة لسولانا

تُعد “خزينة Winternitz” ميزة اختيارية يمكن للمستخدمين الاستفادة منها لتأمين أصولهم. ورغم أنها ليست تحديثًا شاملاً للشبكة، فإنها توفر مستوى أمان إضافيًا للأصول الرقمية، خاصة مع تنامي المخاوف بشأن الحوسبة الكمية.

هذه التقنية ليست مجرد تحسين للأمان، بل تُظهر التزام سولانا بالابتكار والاستعداد لمستقبل قد يكون مليئًا بالتحديات التقنية.

خطوات استباقية لمواجهة المستقبل

منذ إعلان جوجل عن تقدمها في الحوسبة الكمية، بدأت مشاريع بلوكشين مثل سولانا وغيرها في تبني تقنيات مقاومة للكم. مشاريع مثل QAN زعمت تحقيق مقاومة للكم في مراحلها التجريبية، بينما ركزت بروتوكولات أخرى على تحديث أسسها التشفيرية.

يعتقد الخبراء أن نمو الحوسبة الكمية قد يتبع قانون نيفين، الذي يتوقع نموًا أُسّيًا مزدوجًا في قوة الحوسبة. ورغم أن التهديد الفعلي قد يكون بعيدًا بعقود، فإن التحرك الاستباقي يعزز ثقة المستخدمين ويظهر قدرة المطورين على التخطيط للمستقبل.

تأثير الحوسبة الكمية على التشفير

مع تطور الحوسبة الكمية، أصبح من المهم التحقق من جاهزية أنظمة التشفير. تعتمد محافظ العملات الرقمية الحالية على خوارزميات مثل Elliptic Curve Digital Signature Algorithm، التي قد تكون عرضة للهجوم من قبل الحواسيب الكمية المتقدمة.

التقدم الذي أحرزته جوجل في تطوير رقائق الحوسبة الكمية مثل “Willow” يُظهر الإمكانيات المستقبلية لهذه التقنية. ومع ذلك، فإن تأمين العملات الرقمية عبر تقنيات مقاومة للكم، مثل “خزينة وينترنيتز”، يُعد خطوة حاسمة في مواجهة هذه التحديات.

اقرأ ايضا:  شركة التعدين الكندية HIVE Digital Technologies تستهدف نمو 150% في 2025

Abdulkader

الشريك المؤسس ومدير المحتوى في أفق الكريبتو. باستخدام خبراتي الطويلة في مجال العملات الرقمية، أسعى لإيصال المعلومة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة في عالم الكريبتو، وتقديم كل مايلزم القراء في العالم العربي وجميع أنحاء العالم.
زر الذهاب إلى الأعلى